You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
كان هناك ناقوس يدقّ ، وعلى سطحها المعتم كانت هناك أصوات<br />
ألشخاص يجرون، ويتصادمون، ويصرخون في توتُّر. وعادت الباخرة<br />
»دير« مجدَّ داً تنفث دخانها بصعوبة بالغة، وبدا أنها تسعى كي تتحرَّك<br />
إلى الخلف.<br />
سألت: ما هذا؟ وتسلَّل إليّ شعور طفيف بالخوف. ولم أتلقَّ أية إجابة.<br />
وإذا بي أسمع صياح الربّان: التصادم وشيك، يالها من ماكينة خردة! إلى<br />
اليسار.<br />
ظهرت أضواء حمراء في المقدّ ِ مة، وفجأة -وسط الضجيج- سُ مِ ع صوت<br />
صفّارة، ولم تكن صادرة عن الباخرة »دير«، بل عن باخرة أُخرى. اآلن<br />
أدركت: هناك تصادم وشيك! وقفت الباخرة »دير« تنفث دخانها وتهتزّ<br />
دون حركة، كما لو كانت في انتظار إشارة حتى تغرق، لكن، بمجرَّد أن<br />
فكَّ رت في الوضع، كان في طريقه للتالشي، فلقد ظهرت األضواء الحمراء<br />
إلى يسارنا، وظهر للعيان ظلُّ باخرة. كانت بمثابة جسد طويل أسود يكرّ<br />
بمحاذاتنا، وأضواؤها الحمراء تومض، وكذلك تطلق الباخرة صفارة مثقلة<br />
بالشعور بالذنب.<br />
سألت الربان: أوف، ما اسم تلك الباخرة؟<br />
نظر الربان بمنظاره إلى الباخرة التي تمرّ مثل ظلّ ، ثمّ أجاب: إنها الباخرة<br />
»تويدي«.<br />
وبعد فترة صمت، بدأنا الحديث عن الباخرة »فيستا« التي اصطدمت<br />
بباخرتين وغرقت. تحت تأثير هذا الحديث، بدا البحر والليل والرياح<br />
بصورة بشعة، كما لو كانت موجودة من أجل إهالك البشر، وشعرت<br />
باألسى وأنا أنظر إلى هذا الرجل البدين القصير، وقد همس إليّ بأن هذا<br />
126