BOOK 85-small

الذي نجح في تنميته داخل نفسه إلى درجة بعيدة.‏ ووفقاً‏ لذلك يُطلق
على الملوك لقب ‏»األعظم«،‏ رغم أنهم جسدياً‏ ربما ال يكونون أطول
من ل.‏ ل.‏ لوبودا،‏ ويُدعى البابا ب ‏»قداسة البابا«،‏ ويُطلق على البطريرك
عادة ‏»الكوني«،‏ رغم عدم وجود روابط بينه وبين أي كوكب سوى
األرض،‏ وهكذا كان يُطلق على األمير فالديمير لقب ‏»سيّد العالم«،‏ رغم
أنه لم يكن يحكم سوى جزء صغير جدّ‏ اً‏ من العالم،‏
يطلق على األمراء ألقاب مثل ‏»الجليل«‏ و«ذائع الصيت«،‏ رغم أن
الثقاب السويدي أشهر منهم آالف المرات،‏ إلخ.‏ وعند استخدام مثل
هذه التعبيرات،‏ ال نكذب أو ِ نضخّ‏ م ِ ونفخّ‏ م،‏ لكننا ِ نعبّر،‏ ببساطة،‏ عن
ابتهاجنا،‏ مثلما أن األم ال تكذب عندما تدعو طفلها ‏»طفلي الذهبي«.‏
إنه الشعور بالجمال هو ما يتحدّ‏ ث داخلنا،‏ وال يتحمَّ‏ ل الجمال كل ما هو
شائع وتافه،‏ إنه يدفعنا إلى مقارنات ال يعيرها فولوديا ‏-بذكائه-‏ اهتماماً،‏
لكنه سيدركها بقلبه.‏ وعلى سبيل المثال،‏ من المعتاد مقارنة العيون السود
بالليل،‏ والزرقاء باألزرق السماوي،‏ وتجعّدات الشعر باألمواج....إلخ.‏
وحتى اإلنجيل يهوى تلك المقارنات،‏ وعلى سبيل المثال ‏»الرحم أكثر
ِ اتّساعاً‏ من الفردوس«،‏ أو ‏»شمس العدل أشرقت«،‏ ‏»صخرة اإليمان«...‏
إلخ.‏
إن الشعور بالجمال الكامن داخل اإلنسان ال يعرف حدوداً‏ أو قيوداً.‏
وربما لهذا السبب يطلق على األمير الروسي ِ ‏»سيّد العالم«،‏ ويحمل
صديقي فولوديا االسم نفسه،‏ فاألسماء تُمنَح للناس،‏ ال لطبائعهم،‏ بل
تيمُّ‏ ناً‏ برجال من الماضي وتخليداً‏ لذكراهم.‏
وإذا لم يتَّفق معي طالبك الشاب،‏ فلديّ‏ حجّ‏ ة أخرى سيجدها مقنعة
بال شك:‏ عند رفع البشر إلى مصافّ‏ الربّ‏ ، فإننا ال نرتكب خطيئة ضد
132