BOOK 85-small

إركوتشك،‏ 7 يونيو،‏ 1890
... تغادر الباخرة ميناء سريتينشك في العشرين من يونيو.‏ ليرحمني الرب،‏
ماذا سأفعل إلى أن يحلّ‏ هذا اليوم؟.‏ كيف سأشغل وقتي؟ فالرحلة إلى
سريتينشك لن تستغرق إال خمسة أو ستة أيام.‏ لقد غيّرت مسار رحلتي
تغييراً‏ جذريّاً.‏ فمن هابروفيسك ‏)انظروا الخارطة(‏ ( )) ، لم أتوجّ‏ ه إلى
نيكوالفيسك،‏ بل توجَّ‏ هت إلى أوسوري،‏ ومنها إلى فالديفوستوك،‏
ومن هناك إلى سَ‏ خالين.‏ البد أن أُلقي نظرة على منطقة أوسوري.‏ وفي
فالديفوستوك،‏ سأسبح في البحر،‏ وآكل المحار.‏
... كان الطقس بارداً‏ عند الوصول إلى مانسك،‏ ومن كانسك ‏)طالعي
الخارطة(‏ بدأت التوجُّ‏ ه إلى الجنوب.‏ وبدأ كل شيء يخضوضر كما هو
الحال عندك،‏ حتى أشجار البلوط.‏ أشجار البتوال لونها أكثر دكنة من
مثيالتها في روسيا،‏ األخضر ليس عاطفياً‏ للغاية.‏ وهناك أعداد كبيرة من
أشجار الغُبيراء الروسية بيضاء اللون،‏ وهي هنا تحلّ‏ محلّ‏ أشجار الليلك
والكرز.‏ ويقولون إنهم يصنعون مربّيات رائعة من ثمار أشجار الغُبيراء.‏
وتذوّقت بعض ثمار الغُبيراء مُخَ‏ لّلة،‏ ولم تكن سيّئة المذاق.‏
يصاحبني الضابطان وطبيب الجيش.‏ لقد حصلوا على نفقات سفرهم
مضاعفة لثالث مرّات،‏ ورغم ذلك فلقد أنفقوها عن آخرها،‏ رغم أنهم
يسافرون في عربة واحدة.‏ إنهم مفلسون للغاية،‏ وال يحتكمون حتى على
فارذنج ))) واحد منتظرين أن ترسل لهم جهة عملهم بعض النقود.‏ إنهم
1- خالل غياب تشيخوف،‏ حازت أسرته خارطة لسيبريا،‏ كانوا بواسطتها يتابعون مراحل تقدمه في رحلته.‏
2- :Farthing الفارذنج،‏ قطعة نقد بريطانية تساوي ربع بنس،‏ شيء ضئيل القيمة.‏
77