٤٤- النعمة الكبرى على العالم في مولد سيد ولد آدم

- ١٨١ -
يكون عند وحي ربه ولهذا قال تعالى ‏(ومآ ا َدرِي ما يف ْعل ُ بِي ولا َ بِك ُم اِن ْ ا َتبِع اِ‏ َّلا
٩) الاحقاف:‏ * ما يوحى اِل َي
وذلك من الاستعجال الطبيعي ولهذا قال تعالى
يق ْضى اِل َيك وحيه
*
آياتِي ف َلا َ تستعجِل ُونِ‏
طه:‏
او كان يطلب الاذن قبل مجئ الوقت وقبل القضاء به
* (١١٤
الانبياء:‏ *
وقال تعالى
* (٣٧
‏(ولا َ تعجل ْ بِال ْق ُرآنِ‏ مِن ق َبلِ‏ ا َ ْن
‏(خلِق ا ْلاِنسان ُ مِن عجلٍ‏ سا ُرِيك ُ م
والثاني بالنسبة الى من طلب الاذن
بالاستغفار له لعدم مجئ الوقت المعين له عند االله فيؤخر لاختصاصه بالوقت الآخر
فاذا جاء الوقت لا يؤخر فيؤذن فيجوز ان لا يؤذن في وقت ويؤذن في وقت آخر
كما قالتي عائشة رضي االله عنها ان النبي صلى االله عليه وسلم نزل الى الحجون كئيبا
حزينا فاقام به ما شاء االله ثم رجع مسرورا وقال ‏(سالتي ربي عز وجل ّ فاحيا لي امي
فآمنت بي ثم ردها)‏
ذكره الحافظ ابو حفص بن شاهين في كتاب الناسخ والمنسوخ
فيبطل القياس بالحديث الذي رواه مسلم في عدم الاذن
بالاستغفار على
عدم الاذن
لابراهيم بالاستغفار لابيه آزر والحكم به على ان ابويه ماتا بالشرك لعدم كونه نصا
صريحا في ذلك لمعارضة حديث عائشة له وعدم دلالته على عدم الاذن مطلقا للاذن
له في وقت آخر والاستغفار ايضا ما هو مخصوص بالمشرك والكافر بل هو شامل
للمؤمن والكافر والطائع والعاصي والولي والنبي كما قال تعالى
ولِل ْمؤمِنِين
قبل
(١٩ محمد:‏ *
وقال ‏(واستغفِره اِنه ك َان َ توابا
النصر:‏ *
‏(واستغفِر لِذ َنبِك
فلا يحكم بعد ٣)
الاذن بالاستغفار بشرك من لم يقع الاذن بالاستغفار له لجواز عدم وقوع الاذن له
استيفاء الجزاء من المؤمن الممتحن فلا يقاس على عدم الاذن لابراهيم عليه
السلام بالاستغفار لابيه آزر سواء كان آزر ابا له او عما كما وقع الاختلاف فيه بل
اقول بعد هذا كله ان الحديث لا يدل على عدم طهارة امه من الشرك بل يدل على
طهارا لانه صلى االله عليه وسلم كان على بصيرة بان االله تعالى لا يغفر الشرك ولا
يقبل الاستغفار منه للمشرك ولهذا ى االله ابراهيم عن الاستغفار لابيه آزر بل ورد
النهي الالهي له صلى االله عليه وسلم عن الاستغفار للمشركين كما قال تعالى ‏(ما