٤٤- النعمة الكبرى على العالم في مولد سيد ولد آدم

- ٢٠٥ -
فلذلك اعتبرها االله اعتبار ما شرعه من عنده ولهذا قال تعالى
‏(ف َآتينا ال َّذِين آمنوا
مِنهم‏)‏ اي من المقلدين اياهم في تلك النواميس المشروعة والاديان المخترعة الموضوعة
أجرهم وكثير منهم فاسقون اي خارجون عن الانقياد اليها والقيام بحقها
قال *
الشيخ رحمه االله في الفتوحات في الباب الستين ومائة ومن هذا الباب السياسة
الحكمية لمصالح العالم التي لم يأت ا ملائكة الالهام واللممات على قلوب علماء
الزمان وحكماء الوقت فيلقوا في افكارهم لا على اسرارهم فيضعوا ويحملون
الناس عليها والملوك وما فيها شيء من الشرك فهذه هي الرسالة الملكية التي فيها
مصالح العالم في الدنيا وهي البدع الحسنة
التي اثنى االله على من رعاها حق رعايتها
ابتغاء رضوان االله انتهى كلامه فاهل الفترات حينئذ كانوا على ثلاثة اقسام
الاول الخواص وهم الذين اخترعوها وحملوا الناس عليها
*
*
القسم
والقسم الثاني العوام وهم
الذين قلدوهم فيها ورعوها حق رعايتها بالانقياد اليها والعمل بمقتضاها ابتغاء
* رضوان االله تعالى
والقسم الثالث الخارجون عن الانقياد اليها والقيام بحقها فلهذا ما
حكم اهل السنة والجماعة على احد من اهل الفترات الخالية عن الشرائع الالهية
النبوية بام اصحاب النار بل ذهبوا الى انه لا تعذيب لهم لعدم مجئ الرسول اليهم
كما قال تعالى ‏(وما ُكنا معذِِّب ين
* ر سو ًلا)‏ َث حتى نبع
واعلم ان ائمة اهل السنة من
اهل الكلام والاصول اتفقوا على ان من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيا ولا
يقاتل حتى يدعى الى الاسلام قال االله تعالى
ر سو ًلا)‏ َث حتى نبع ين ‏(وما ُكنا معذِِّب
فاستدلوا ذه الآيات على انه لا تعذيب قبل البعثة وردوا المعتزلة ا علي ومن
وافقهم في تحكيم العقل وهذا مبني على مسألة الاختلاف بين اهل السنة واهل
الاعتزال والبدعة في شكر المنعم هل هو واجب عقلا او لا فمذهب اهل السنة ان
شكر المنعم ليس بواجب عقلا بل بالسمع ومذهب اهل الاعتزال انه واجب عقلا
قال الامام فخر الدين الرازي في المحصول شكر المنعم لا يجب عقلا خلافا للمعتزلة
لنا انه لو تحقق الوجوب قبل البعثة فلا وجوب وقال الكيا الهراسي في تعليقه في