٤٤- النعمة الكبرى على العالم في مولد سيد ولد آدم

- ١٩٨ -
ورباب بن البزار وسعد بن كهريب الحمري وقس بن ساعدة الايادي وابوقيس بن
صرمه انتهى وقد وردت الاحاديث بتحنيف زيد بن عمرو
وورقة وقس وقد روى
ابن اسحاق واصله في الصحيح تعليقا عن اسماء بنت ابي بكر رضي االله عنهما قالت
لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره الى الكعبة يقول يا معشر قريش ما
اصبح منكم احد على دين ابراهيم غيري ثم يقول الل ّهم اني لو اعلم احب الوجوه
اليك عبدتك به ولكن لا اعلم
*
قلت وهذا يؤيد ما تقدم في المسلك الاول انه لم
يبق اذ ذاك من تبلغه الدعوة ويعرف حقيقتها على وجهها
*
واخرجه ابو نعيم في
دلائل النبوة عن عمرو بن عبد االله السلمي قال رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية
ورأيت اا باطل يعبدون الحجارة
*
واخرج البيهقي وابو نعيم كلاهما في الدلائل من
طريق الشعبي عن شيخ بن خمير بن حسب الجهني انه ترك الشرك في الجاهلية وصلى
الله تعالى وعاش حتى ادرك الاسلام انتهى كلام السيوطي
*
اقول اثبات دين ابراهيم
في زمن الجاهلية بثبوت توحيد البعض من اهل تلك الفترة وتركهم عبادة الاصنام
يلزم ان لو
ثبت شرك جميع الناس من ذرية ابراهيم وغيرهم بعد حدوث الشرك
بعمرو الخزاعي فيهم وهذا غير ثابت بل الثابت بشهادة االله تعالى بقوله
ك َلِمة ً باقِية ً فِي عقِبِهِ)‏
‏(وجعل َها
بقاء الاسلام والتوحيد في ذريته الى بعثة نبينا محمد صلى االله
عليه وسلم وهو الاصل الثابت الذي شرعه االله للناس كما قال االله تعالى ‏(شرع ل َك ُم
مِن الدينِ‏ ما وصى بِهِ‏ نوحا وال َّذِي ا َوحينا اِل َيك وما وصينا بِهِ‏ اِبرهِي م
*
(١٣
الشورى:‏
والشرك بين العرب انما احدثه عمرو الخزاعي وحمل الناس على عبادة الاصنام
وهو وضع المخلوق لا ثبات له ولا قيام لا في الحقيقة ولا في الظاهر لضعف واضعه
وعدم سريانه في جميع الناس وعدم تأثيره فيمن ظهر به فهو في الزوال فليست له قوة
المقاومة للدين الالهي الذي وضعه االله للناس ورسخه في قلوم وطلب ابراهيم من االله
بقاءه في ذريته واجاب االله دعوته ولا سيما في ذرية ابراهيم من آباء النبي صلى االله
عليه وسلم واصوله لان عمرا المذكور لما حكم على البيت وادخل فيه الاصنام وحمل