alarabi_July-Comp
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
جمال العربية<br />
»أيها القمر«<br />
مع الشاعر المصري فوزي العنتيل<br />
وألحان البدايات<br />
فاروق شوشة<br />
بين عاميْ 1924 و1981، عاش الشاعر المصري فوزي العنتيل، الذي ينتمي<br />
إلى جيل الحداثة الشعرية ومعه صالح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي<br />
حجازي ومحمد الفيتوري وكمال نشأت. لكنه لم ينل من الشهرة – لدى<br />
النقاد والقراء – ما لقيه بعض أبناء جيله، الذين كانوا أكثر التصاقاً بالحياة<br />
الثقافية واالجتماعية، في حين كان هو أكثر ميالً للتوحُّ د واالنعزال، وإيثار<br />
الجو الهادئ والمتأمل، والعكوف على داخله ومكنونات وجدانه، المفعم<br />
بكثير من أشواق اإلنسان ومعاناته ومكابداته، وبخاصة اإلنسان الذي عاش<br />
معه عن كثب في قريته »علوان« – إحدى قرى محافظة أسيوط – حياة<br />
الفلالح المصري الكادح، المصفود في سالسل الفقر والجهل والمرض<br />
وهموم الحياة واألرض وقسوة الواقع الذي جعل منه صوت هذا اإلنسان،<br />
والناطق في شعره بما عجز عنه صريع القهر والعسف والمذلة والحرمان.<br />
العدد - 692 يوليو 2016<br />
أتيح للشاعر أن ينشر في حياته مجموعتَينْ<br />
شعريتَينْ : »عبير األرض« عام 1956 ثم »رحلة في<br />
أعماق الكلمات« عام 1980، بعد ربع قرن على<br />
صدور األولى، انشغل خالله الشاعر بدراسة األدب<br />
الشعبي من خالل منحة دراسية إلى أيرلندا ملدة<br />
عامي، عاد بعدهما إلى القاهرة ليوجِّ ه اهتمامه<br />
إلى حقل الدراسات الشعبية، حيث أصدر ثالثة<br />
كتب هي: »الفولكلور ما هو؟«، و»بين الفولكلور<br />
والثقافة الشعبية«، و»عالم احلكايات الشعبية«<br />
الذي صدر بعد رحيله بعامي.<br />
وقد كان أول بروز السم الشاعر فوزي العنتيل<br />
في احلياة األدبية والشعرية املصرية حي أصبح<br />
واحداً من الشعراء الثالثة الذين كونوا رابطة<br />
»النهر اخلالد«، وهم: محمد الفيتوري وكمال<br />
نشأت وفوزي العنتيل، وائتلف في هذه الرابطة<br />
شعراء مصريون وسودانيون جمع بينهم امليل إلى<br />
نهج حترري وجتديدي واضح في اخلروج من أفق<br />
جماعة أبولّو، واحلركة الشعرية الرومانسية إلى<br />
أعتاب احلركة الشعرية احلديثة، التي جاءت<br />
مبنزلة ثورة في كل من اللغة واملضمون والصورة<br />
الشعرية، وهي احلركة التي حلق بها الشعراء<br />
الثالثة بعد أن حققوا مزيداً من نضج التجربة<br />
الشعرية واكتمالها. وقد عكفت زوجة الشاعر<br />
ورفيقته في احلياة – بعد خمس وثالثي سنة<br />
12