alarabi_July-Comp
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
والتفكر، واالعتبار... وأمة تهمل تاريخها، لهي<br />
أشبه بإنسان يفقد ذاكرته؟!<br />
ومن أبلغ عبارات احلصري تعبيراً عن هذا<br />
الذي نذهب إليه قوله إن املطلوب هو أن نغير<br />
أسلوب نظرتنا إلى التاريخ، ال حتويل أذهاننا<br />
عنه!!<br />
إن التاريخ األوربي ال يخلو من عدد غير<br />
قليل من »السخافات« التي ركز على مثلها<br />
سلامة موسى، من حيث وجودها في تاريخنا<br />
العربي، ومع ذلك ال جند األوربيين يهملون<br />
دراسة هذا التاريخ، بل إن أي خطة تخطوها أمة<br />
من األمم إلى األمام، قد ال يستقيم أمر سيرها<br />
ويصح، إال باالستفادة مما سبق من خطوات،<br />
حتى ال تكرر األخطاء، ويكون الباء احلقيقي،<br />
هو – مرة أخرى - أن نقف عند حد التغني<br />
واإلشادة بأمجاد املاضي، ومن هنا كان القول<br />
املأثور، الذي ذهب إلى أن الفتى ليس هو من<br />
قال: أبي، ولكن هو من يقول: ها أنا ذا!!<br />
وكان سلامة موسى قد ساق أمثلة، بحيث<br />
إذا أردنا أن نشرع في خطط جديدة في األخاق<br />
واآلداب والعلوم، مثل احلديث عن الزواج، وجب<br />
أال نلتفت إلى ما كان يفعله أسلافنا قبل ألف<br />
عام، وإذا كتبنا في األدب، وجب أال نذكر ما<br />
كان يرتئيه اجلاحظ أو اجلرجاني، أما في<br />
العلوم، فيجب أن نعرف أننا نحرث أرضاً<br />
بكراً بالنسبة لبادنا، لم تشقها بعد سكة<br />
احملراث!!<br />
وعود على ذي بدء... ليس اجلوهري<br />
في هذا احلديث مجرد العلم مبا قاله سلامة<br />
موسى، وما ذهب إليه ساطع احلصري بالنسبة<br />
إليه، وإمنا يهمنا بالدرجة األولى أن نشعر ببعض<br />
اخلجل أن يتحاور مفكران، بالكلمة واملنطق،<br />
منذ ما يقرب من ثاثة أرباع القرن، حيث كانت<br />
أوطاننا على ما كانت عليه من تواضع التقدم<br />
املعرفي واحلضاري، بينما يشيع في بلداننا اليوم،<br />
أيضاً، بعد ما أصبح من صور مذهلة من التقدم<br />
احلضارى، من يتحاور بألفاظ خشنة، كأضعف<br />
اإلميان، إن جاز لنا أن نحل مثل هذا أصاً في<br />
أي مرتبة من مراتب اإلميان! أما أشهره، فهو<br />
التحاور بالتكفير أو التخوين، فضاً عن إزاحة<br />
التحاور بالكلمات ليحل محل هذا النهج حتاور<br />
بالسكن واملتفجرات! ><br />
شيخ »كاجوال«<br />
يروي د. محمد فؤاد شاكر أستاذ الدراسات اإلسلامية بجامعة عني<br />
شمس عن ذكرياته في رمضان، قائا:<br />
في بداية شبابي دُ عيت في شهر رمضان الفتتاح مسجد وكنت أيامها<br />
أرتدي الثياب الشبابية, وأضع على رأسي طاقية وحدثت بعض الظروف<br />
التي حالت دون أن أصل إلى املسجد مبكرا كعادتي، ووصلت بعد أن رفع<br />
األذان األول وهو ما يحتم علي أن أصعد إلى املنبر فور دخولي املسجد,<br />
وما إن بدأت الصعود حتى فوجئت برجل يهرول ورائي ويشدني طالبا مني<br />
النزول وهو يقول لي: كيف تفعل ذلك ونحن في انتظار الشيخ محمد فؤاد<br />
شاكر؟ فما كان من الذي دعاني إال أن قام مسرعا ووضع يده على فم هذا<br />
الرجل وهو يقول له إنه الشيخ فؤاد شاكر، فنظر لي الرجل متعجبا كيف<br />
أكون شيخا وأرتدي ما أرتديه من مابس شبابية!<br />
العدد - 692 يوليو 2016<br />
30