alarabi_July-Comp
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
حديث الشهر<br />
مقومات البناء الحضاري...<br />
العمل والعلم والثقافة والفن<br />
د. عادل سالم العبدالجادر<br />
نحن في أواخر شهر كريم سيمضي، ويهلّ علينا هالل عيد الفطر<br />
السعيد، فنفرح به طاعة وعرفاناً وشكراً هلل سبحانه وتعالى،<br />
وندعوه أن يعم الخير والحب والسلالم جنبات العالم. في هذه<br />
األيام يتألم الماليين في البلالد العربية المنكوبة من التشرد<br />
والجوع والخوف، فلنسأل العلي القدير أن يردهم إلى ديارهم<br />
سالمين ويطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف.<br />
ولعل ثقافتنا اإلسلامية، التي حتمل دولة<br />
الكويت بكل فخر شعارها كعاصمة لهذا العام<br />
2016م، قد وضح أثرها على أفراد الشعب<br />
واجلمعيات اخليرية واملؤسسات الرسمية<br />
فيها، للمساهمة في إنقاذ أشقائهم العرب من<br />
شتات الفُرقة ونكبات احلروب. فبينما جتاهد<br />
اجلمعيات اخليرية لتدعم األحبة السوريني في<br />
املخيمات خارج بادهم وتقدم لهم املساعدات<br />
اإلنسانية، تتحرك املؤسسات الرسمية في<br />
الكويت لرأب صدع اخلاف بني طرفي النزاع<br />
في اليمن الشقيق. لقد فتحت دولة الكويت<br />
ذراعيها واحتضنت طرفي النزاع اليمني في<br />
دارها، حتى يصل الطرفان إلى حلٍ سلمي<br />
مُرضٍ يُسعد الطرفني، بأمل عودة ديارهم<br />
كما عهدناها »اليمن السعيد«. وال نشكّ في<br />
أنّ مشاعر األخوة واحلب العربية راسخة في<br />
قلوبنا جميعا، وال يزال قبس األمل في العودة<br />
إلى نعيم السام يغمر الروح العربية.<br />
وإذا متعنّا اليوم في النزاعات والصراعات<br />
في الدول املنكوبة... سورية والعراق وليبيا<br />
واليمن، لرأينا أنّ النزاعات الطائفية واملذهبية<br />
مطية من أجل أغراض سياسية، وكل من<br />
األطراف يعتقد أنه صاحب حق وأنّ الطرف<br />
اآلخر على باطل، فتزيد الفرقة ويلتهب<br />
النزاع. حتت ظلّ هذه الظروف تنتشر سُ حُ ب<br />
الظام وتعلو صيحات الضال، لتغرس أظفار<br />
الشر في قلوب الناس، فلا تزيدها إال<br />
تعصباً وتطرفاً وانحرافاً، ليحل العنف محل<br />
العفو، ويجف من القلوب النفع ويغلفها العفن.<br />
هناك، لم يعد اإلحساس بالفرحة والسعادة في<br />
رمضان أو العيد كسابق عهده، فباتت تكدره<br />
اآلالم واألحزان، حتى صار احلزن عادة يومية،<br />
وتقهقرت السعادة فكانت نسياً منسياً.<br />
فقدت اخلطابات السياسية صدقيتها،<br />
ولم تستطع احملاكم الدولية العاملية أن تضع<br />
حلوالً جذرية ملعاناة الشعوب. أما اخلطابات<br />
العدد - 692 يوليو 2016<br />
8