alarabi_July-Comp
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
Moon<br />
Earth<br />
رتبة الكواكب( وقمره األكبر »شارون«. فهذا القمر يؤثّر<br />
بدوره على »كوكبه« اجلاذب )يبلغ قطر شارون 800<br />
كلم بينما قطر بلوتو 2400 كلم(. وهنا تلعب التزامنية<br />
باالجتاهني، إذ يعرض كل من اجلسمني الصفحة ذاتها<br />
لآلخر، وكأنهما مربوطان بحبل ثابت في أثناء دورانهما<br />
حول نقطة مركزية.<br />
وقد ال ينجح املد - جزر بني جسمني فلكيني<br />
بتحقيق تزامنية كاملة، وإمنا بظاهرة »رنني ديناميكي«<br />
كما بني الشمس وكوكب عطارد القريب منها. يدور<br />
عطارد حول نفسه مرة كل 59 يوماً أرضياً، بينما ينهي<br />
دورة حول الشمس كل 88 يوماً أرضياً )املدة الدورانية<br />
تساوي ثلثي املدة املدارية(. وهذا يعني أن عطارد يدور<br />
3 دورات حول نفسه، بينما ينهي دورتني حول الشمس.<br />
ويكون اليوم الشمسي على عطارد )أي من الشروق<br />
إلى الشروق في املنطقة عينها( 176 يوماً أرضياً.<br />
لنتخيّل أنفسنا في منطقة معينة على كوكب عطارد،<br />
فإن اليوم الشمسي عليه يساوي سنتني: طوال السنة<br />
األولى نكون في ظالمٍ دامس، وطوال السنة الثانية<br />
نشهد نهاراً حاراً.<br />
مفاعيل أخرى للمد - جزر<br />
يتسبب املد - جزر كما رأينا في تشوّه اجلسم<br />
املجذوب الذي يظهر كموجات مدّ كبيرة على السطح<br />
في حال وجود املاء - كما على األرض - وفي خفق<br />
املكونات اجلوفية بني ذروة وأخرى. وهذا ما يزرع<br />
احلرارة في جوف اجلسم املجذوب بسبب حترّك<br />
الكتل اجلوفية واحتكاكها. فقمر »آيو« القريب من<br />
الكوكب العمالق »املشتري«، يشهد انبثاقات بركانية<br />
حيّة رغم قشرته اجلليدية السميكة. وال يرى الفلكيون<br />
سبباً لهذا النشاط البركاني إالّ مد - جزر املشتري<br />
عليه.<br />
وقمر »يوروبا« حول كوكب املشتري أيضاً، يشهد<br />
سطحه اجلليدي السميك )سماكة 30 كلم تقريباً(<br />
تشققات طويلة وعريضة يعتقد أنها بسبب مد - جزر<br />
املشتري عليه. وقد سجلت انبثاقات رذاذٍ مائي من<br />
أكثر من موقع على سطحه، ما يعني أنه حتت هذا<br />
الغطاء اجلليدي السميك هناك ماء سائل بسبب<br />
احلرارة اجلوفية التي يساهم بالطبع مد - جزر<br />
املشتري فيها.<br />
خامتة<br />
إن ظاهرة املد - جزر تصبح فاعلة، فهناك<br />
جسمان فلكيان ال يكون حجماهما صغيرين جداً<br />
نسبة للمسافة بينهما. وميكن لهذه الظاهرة أن تفعل<br />
بني النجوم وبني املجرّات. فمجرّتنا العمالقة »درب<br />
التبانة« في صدد تشويه وابتالع املجرتني الصغيرتني<br />
»غيمة ماجالن الكبرى« و»غيمة ماجالن الصغرى«.<br />
كما أن مجرّة »أندروميدا« بصدد التشوه واالقتراب<br />
التدريجي من مجرتنا، ويحسب العلماء أن اصطدام<br />
املجرّتني سوف يبدأ بعد أقل من ملياري سنة من<br />
اليوم.<br />
ونرى في بعض أفالم اخليال العلمي، تشوّه<br />
األجسام أو املركبات التي تتجرّأ من االقتراب من<br />
»ثقب أسود«، حيث تكون اجلاذبية كبيرة جداً، ما يفعل<br />
ليس فقط في األجسام الفلكية املقتربة، بل حتى في<br />
املركبات الصغيرة ><br />
العدد - 692 يوليو 2016<br />
162