alarabi_July-Comp
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الكويت عاصمة الثقافة اإلسالمية 2016<br />
يقول: أنت من كتب الرواية ال أنا, و»امليتارواية«<br />
من الظواهر التي القت اهتمام النقد الروائي،<br />
فلها ردود أفعال مختلفة فيمن يراها أزمة للرواية<br />
وموتها، ومن يراها ظاهرة أدبية جيدة ذات أبعاد<br />
ثقافية، وهي في كل األحوال أسلوب سردي جديد<br />
يعتمد على منهج الرواية.<br />
داخل الرواية<br />
يبدو بطل الرواية الفتاً في حتديه وقوة إميانه<br />
ومتكنه من الوصول إلى هدفه رغم األحداث التي<br />
سارت عليها الرحلة من تشويق وإثارة وصراع، فقد<br />
استخدم الكاتب عناصر لغوية متعددة للوصول إلى<br />
الفكرة.<br />
كما أنه برع في تصوير شخصية بيسان، تلك<br />
الفتاة املسيحية التي نشأت بني أبوين حنونني، كان<br />
كل همها البحث عن حب آمن، ثم أصبح همها<br />
البحث عن لقمة العيش في ظل الظروف القاسية<br />
التي عايشتها بداية من حلظة فقدانها ألهلها من<br />
جراء القصف حني نراها حتتضن اخلبز بحرارة.<br />
وهنا نرى الندم بادياً على بديع، أستاذ التاريخ<br />
الذي كان يعيش في سلام ببلده، إال أن طمعه في<br />
اإلصاح ورفع الظلم جعله يشارك في التظاهرات،<br />
ولكنه لم يتخيل أن السلاح سيستخدم وتراق<br />
الدماء عندما خرج، ووصل إلى قناعة أن اجلور<br />
أرحم من سفك الدماء. وهي إشارة فنية إلى<br />
املأزق والتناقضات التي وقع فيها كثير من املثقفني<br />
السوريني في األحداث، وفي هذا النص كما عبر<br />
عنه املؤلف ببراعة.<br />
وقد قسم املؤلف الروية إلى ثاثة فصول،<br />
هي:<br />
األول فصل اجلد، حيث يتطرق فيه الكاتب<br />
إلى نشأة بطل الرواية، سارداً أحداثاً تاريخية على<br />
لسان اجلد، وكاشفاً كيف يكون للتاريخ دور في<br />
حياة كل منا، وال تنفك هذه الدائرة حتى نتخلص<br />
من أخطاء املاضي.<br />
أما الفصل الثاني، فقد أسماه أستاذ بديع، وهو<br />
الفصل الذي تبدأ فيه اإلثارة واحلبكة الروائية،<br />
وفيه يسلط الضوء على األزمة السورية التي ثارت<br />
نيرانها في الداخل وامتدت تأثيراتها إلى أرجاء<br />
واسعة في العالم، ويرسم فيها الكاتب مسار بطل<br />
الرواية ضياء، ومشاهدات الصراع الدموي بني<br />
الفرق املتخاصمة، حتى يجد بديع الذي يكون أداة<br />
لتصحيح مساره الشائك.<br />
أما الفصل الثالث فهو بيسان، وهنا تتجلى<br />
قدرات الكاتب على تشويق القارئ مبجريات<br />
األحداث ويتوق إلكمال الرواية آلخر صفحة من<br />
صفحاتها املفتوحة، حيث يتطرق الكاتب ملعنى<br />
احلب، ومفاهيمه اجلوهرية، ويوضح كيف أنه<br />
الدرع املتينة للسمو باإلنسان لغايات النبل ومكارم<br />
اخللق، كما يشير إلى أنه أصل كل خير ومعه تتفتق<br />
الرؤية الواضحة للحياة.<br />
الرواية تغوص عميقاً في النفس اإلنسانية،<br />
تعري معتقدات وقناعات تتحكم في حياتنا، وتدفع<br />
للسطح أفكاراً متحررة من قيود اجتماعية عبر<br />
سرد يبدو للوهلة األولى بسيطاً ومباشراً، ولكنه<br />
في الوقت نفسه محبوك بشدة ><br />
لن تبلغ ما بلغه<br />
حُ كي أنه ملا مات حامت الطائي تشبه به أخوه. فقالت له أمه: يا بني أتريد أن حتذو حذو أخيك؟<br />
فإنك لن تبلغ ما بلغه. فال تتعبن في ما ال تناله. فقال: وما مينعني. وقد كان شقيقي وأخي من أبي<br />
وأمي؟ فقالت: إني ملا ولدته كنت كلما أرضعته أبى أن يرضع حتى آتيه مبن يشاركه. فيرضع الثدي اآلخر.<br />
وكنت إذا أرضعتك ودخل آخر بكيت حتى يخرج!<br />
185<br />
رواية »بيسان احلب والكراهية« ... أتون الدمار والنار