10.08.2016 Views

alarabi_July-Comp

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

التسجيل لدى أهل بالد ما بني النهرين األقدمني<br />

تتجدد كل عام.‏ ومن ثم كانت امللحمة التي تتناول<br />

هذه األحداث ذات داللة وأثر خاصني في األدب<br />

الديني،‏ وهي في سبع لوحات تعرف باألكدية<br />

باسم ‏»إنوماإليش«‏ Enuma-Elish وتعني ‏»في<br />

األعالي حني«،‏ ولسنا ندري على التحقيق<br />

تاريخ جتميعها أو تأليفها،‏ ويعيد املؤرخون<br />

إرجاع امللحمة إلى العهد البابلي القدمي حوالي<br />

األلف الثاني قبل امليالد.‏ وامللحمة تشير إلى<br />

تكوين املادة األولى للكون من عنصرين ماء<br />

عذب ‏)مذكر(،‏ وماء مالح ‏)مؤنث(‏ هما:‏ ‏»أبو«‏<br />

و»تيامة«‏ هما أصل كل شيء - كما أحملنا سابقاً‏<br />

- وبعد الصراع بينهما يحل النظام في الكون،‏<br />

ولعلنا نستشف من وراء ذلك،‏ العراك ضد ماء<br />

البحر واالنتصار بكسب جزء من البحر.‏<br />

وفي هذا السياق يؤكد الواقع التاريخي<br />

واحلضاري،‏ أن التصور السومري للكون قد<br />

امتد تأثيره إلى حضارة بابل،‏ حيث أدخل علم<br />

تكوين اخللق عند الكلدانيني في أحد أرقى<br />

عناصر الرطوبة في أصل األشياء،‏ ومن الزواج<br />

األول خرج أوالً‏ ‏»الهمو«‏ وزوجه ‏»الهامو«‏ وهما<br />

معبودان لم يكن الدور الذي قاما به ملحوظاً،‏<br />

ثم مرت فترة غير محددة وانبثق من الزوج<br />

األصلي ‏»انشار«‏ و»كيشاري«‏ وهما ميثالن في<br />

ذاتيتهما كل السماء واألرض،‏ ومنهما جاء ثالثة<br />

آلهة آخرون هم مجموعة اآللهة البابلية:‏ آنو<br />

وإنليل وأيا،‏ وقد قسم هؤالء اآللهة الثالثة<br />

الكون في ما بينهم،‏ ألنه طبقاً‏ لآلراء السامية،‏<br />

لم يكن مبقدور الشيء أن يوجد دون أن يكون له<br />

سيد،‏ وكان ‏»آنو«‏ اإلله األكبر يحكم في السماء،‏<br />

وكان ‏»إنليل«‏ سيد اجلو واألرض،‏ وكانت ‏»آيا«‏<br />

املسماة ‏»إنكي«‏ في السومرية - حتكم أمواه<br />

احمليط البدئي،‏ وكان لكل منهم طريقه اخلاص<br />

على مدار الشمس،‏ وكانت مساكنهم على قمة<br />

السماوات.‏<br />

وكان يلي هذا الثالوث ثالوث آخر يتألف<br />

من إله القمر ‏»سن«‏ وإله الشمس ‏»شماش«‏<br />

وإلهة هي الزهرة ‏»عشتار«،‏ وكان إله القمر<br />

يقيس الزمن ويعاقب املذنبني من امللوك بقضاء<br />

حياتهم في التأوهات والدموع،‏ وكان إله الشمس<br />

هو القاضي األعظم،‏ الذي أملى قوانني العدالة<br />

على امللوك،‏ أما ‏»عشتار«،‏ فكانت إلهة احلرب<br />

وإلهة اللذة التي تسعى لغواية البشر،‏ كما أنها<br />

كانت تعد أخت إله الشمس وفي الوقت نفسه<br />

أخت إلهة العالم السفلي.‏<br />

من هنا نرى أن كل مدينة في هذه احلضارة<br />

العريقة،‏ قد اتخذت في األصل لنفسها إلهاً‏ وآلهة،‏<br />

ثم تعددت اآللهة مبرور الزمن،‏ وعلى رأسها<br />

الثالوث الذي يتكون من آنو ‏)السماء(‏ وإنليل ‏)اجلو<br />

واألرض(،‏ وآيا ‏)املاء(.‏ ولذا ميكن الذهاب إلى أن<br />

ثمة قصص ميثولوجية شرحت أخبار قصة خلق<br />

العالم والطوفان والبحث عبثاً‏ عن احلياة األزلية،‏<br />

التي لم يستطع اإلنسان القدمي - وال حتى احلديث<br />

- الوصول إلى بعض مالمحها العامة،‏ إال في ضوء<br />

الهداية الربانية،‏ التي جاءت األديان وفي مقدمتها<br />

اإلسالم،‏ لبلورة هذه املالمح ><br />

من أخبار الكسالى<br />

قيل لسهل بن هارون:‏ خادم القوم سيدهم،‏ فقال:‏ هذا من أخبار الكسالى.‏<br />

‏)أراد:‏ أن الكسالى يوردون مثل هذا القول ليغتر به من يقوم باخلدمة(.‏<br />

العدد - 692 يوليو 2016<br />

94

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!