alarabi_July-Comp
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الكويت عاصمة الثقافة اإلسالمية 2016<br />
العاشق لطعم الزمن، البد أن يقف مبهوراً<br />
خالل رحلة عبر صحراء مصر الغربية، وصوالً<br />
إلى مواقع تلك الكهوف صاحبة التكوينات<br />
اجلمالية التي أبدعتها الطبيعة من دون أي تدخل<br />
من اإلنسان.<br />
وإذا التحقت بإحدى رحالت السفاري عبر<br />
الصحراء، فسوف تصل بك في البداية إلى موقع<br />
كهف وادي سنور، جنوب مدينة بني سويف، حيث<br />
يوجد الكهف على عمق 60 قدماً حتت األرض، وقد<br />
قدر العلماء سنوات عمره ب 50 مليون سنة، ويبلغ<br />
طوله 275 متراً باتساع 15 متراً وارتفاع 15متراً،<br />
وقد تكون هذا الكهف نتيجة ذوبان خام األلبستر<br />
عبر آالف السنني، وما أحدثته املياه اجلوفية التي<br />
تتجمع بعد سقوط األمطار وتتسرب إلى باطن<br />
األرض مكونة شبكات من األودية، وبهذا يتكون<br />
جتويف داخل باطن األرض في ما يعرف بالكهوف،<br />
ونظراً لوجود فراغ بني السطحني العلوي والسفلي<br />
بدأت تتكون الصواعد والهوابط، عندما تتسرب<br />
مياه األمطار وتصل إلى سقف الكهف، حيث تبدأ<br />
في التنقيط قطرة قطرة، وعندما تتعرض هذه<br />
القطرات حلركة هواء الكهف الغني بثاني أكسيد<br />
الكربون، يتم تركيز مادة كربونات الكالسيوم<br />
حولها على هيئة حلقة حتيط بالقطرات املائية<br />
مكونة هذه األجسام الكريستالية من الصواعد<br />
والهوابط داخل الكهف.<br />
ويعد كهف »وادي سنور« واحداً من أبرز<br />
الكهوف العاملية بتكويناته الطبيعية التي ال يوجد<br />
مثيل لها في العالم، وبذلك يصبح هذا الكهف<br />
لوحة جيولوجية عاملية من الصواعد والهوابط<br />
املكونة من األلبستر الكريستالي، كما لو كانت<br />
تكوينات من »األملاس« التي تسقط عليها األشعة<br />
عاكسة تلك التكوينات الضوئية من ألوان الطيف<br />
على حدقة العني، لترسم لنا في ذاكرتنا وذاكرة<br />
التاريخ لوحات فنية جيولوجية بديعة.<br />
كهوف وادي صورا<br />
متضي الرحلة عبر الصحراء القاحلة،<br />
التي شهدت على مر الزمان تقلبات مناخية<br />
يشرحها علماء احلفريات واجليولوجيا، والتي<br />
ضربت هذه األرض منذ مالييني السنني،<br />
حيث مرت بعصور ثالثة كانت قاعاً للبحر، ثم<br />
عصور أربعة مطيرة، ثم صحراء جرداء وقد<br />
خلف ذلك كماً هائالً من احلفريات املنتشرة في<br />
أرجائها، فتوجد شجرات املاجنروف، والشعاب<br />
املرجانية وهياكل القروش البحرية واحليتان،<br />
وأيضا الديناصورات العمالقة التي يبلغ وزن<br />
الواحد منها 80 طناً.<br />
كهف األرواح الطائرة<br />
تعتبر هضبة اجللف الكبير أكبر منتجع<br />
صحراوي ملا قبل التاريخ على املستوى العاملي،<br />
ولم يكن ذلك من فراغ، فهذه الهضبة مترامية<br />
األطراف، حيث تبلغ مساحتها 48 ألف كم مربع،<br />
وال حتتوي إال على رمال وجبال وصخور فقط<br />
وال يوجد منها أي نوع من مظاهر احلياة عدا<br />
قليل من الكائنات احلية التي تتكيف مع البيئة<br />
الصحراوية.<br />
وخالل سنوات احلرب العاملية الثانية لم يكن<br />
لدى األملان دراية كبيرة بالصحراء املصرية، وألن<br />
اإلجنليز كانوا يحتلون مصر، كان على األملان<br />
أن يستعينوا بأحد األدلة الصحراوية اخلبير<br />
في األودية الصحراوية املصرية، ليرسم فكرة<br />
تطويق اجليوش اإلجنليزية من الناحية الغربية،<br />
وقد استعانوا بالكونت »أملاس« الذي استطاع أن<br />
ميدهم مبعلومات غاية في األهمية ساعدت رومل<br />
في الوصول إلى األراضي الليبية حتى »العلمني«.<br />
وكان الكونت أملاس يجهز رحلة صحراوية<br />
كل خمس سنوات، مصطحباً معه عدداً من<br />
اجلمال والعبيد، متجهاً من الواحات الداخلة عبر<br />
الصحراء وقد وصلت رحالته حتى وادي صورا،<br />
ووجد العديد من الكهوف املصورة بشكل رائع<br />
وغاية في األهمية، فأسمى هذا الوادي باسم<br />
وادي صورا، وأطلق على أحد هذه الكهوف كهف<br />
السابحني )وحالياً سمي بكهف األرواح الطائرة(.<br />
وادي صورا<br />
متضي رحالت السفاري في قلب الصحراء<br />
القاحلة حتى تصل إلى وادي صورا، وسمي هذا<br />
123<br />
كهوف عمرها 50 مليون سنة!