alarabi_July-Comp
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
قبّلْتُ حلنك في شفاه مزاهري<br />
وعزْفتُ صُ بْحكَ للزمان نشيدا<br />
وهتفتُ باسمك شادياً مترنمِّ ا<br />
ونظمتهُ للملهمين عقودا<br />
يا حسن عوْدكَ ، بعد أن عصف األسى<br />
بالنيل، يرعش ضفتيْهِ شرودا<br />
***<br />
سبعون عاما في القيود، فما ترى<br />
إال أسيراً مُ جهداً مكدودا<br />
سبعون عاما يا زمان جتمَّ دتْ<br />
فيها السنون، فما نُحسُّ وجودا<br />
سبعون عاما من عذابك، ليلها<br />
سُ هْ دٌ ترامى خلْفنا مشدودا<br />
ضربت يد الفوالذ حول جراحنا<br />
سدّ اً، وشدَّ الظاملون قيودا<br />
سبعون عاما، كلَّما نضج األسى<br />
في وهمنا عاد الشقاءُ جديدا<br />
***<br />
والشعب، كان الشعب قصة تاجرٍ<br />
يقتاتُ أنّات الشعوب رغيدا<br />
عصر الدموع بكأسه، وبنى له<br />
قصراً على أرض اجلراح مَشِ يدا<br />
الشعب، كان الشعب دمية عابثٍ<br />
يلهو، وكان الكادحون عبيدا<br />
البؤس والشوك املدُ مَّ ى زادُ هم<br />
واليأس كان لهم لظً ى ووقودا<br />
***<br />
الهائمون بكلمِّ أرض، ال ترى<br />
إال شقيّاً منهمو، وشريدا<br />
الشاربون دموعهم في حرّها<br />
نارٌ تُ زمِّقهم، أسً ى وهمودا<br />
الكادحون املجهدون، هوى بهم<br />
لهبُ احلقول على احلقول حصيداً<br />
الكادحون على ضراعات الدجى<br />
النائمون على التراب قُ عودا<br />
كم من شقيٍّ بات قيْدَ دموعه<br />
ومُ شرَّ دٍ ، عبرَ احلياةَ شهيدا<br />
مات الصباح على شكاية نايهِ<br />
فمشى على أشلائهِ مصفودا<br />
لفّ الضبابُ شراعهُ ، يرمي به<br />
فوق العباب مُ شرَّ داً منكودا<br />
يتقاذف املوجُ العتيُّ مصيرهُ<br />
والريح تطوي حُ لمه املوءودا<br />
وهنا وراء الغيب كانت قصة<br />
حمراء، ينسجها القضاءُ بعيدا<br />
عاشت بآفاق النجوم على الذرى ال<br />
مجهولِ تصنع يومك املشهودا<br />
***<br />
فتيانُك األحرار حين دعوتهم<br />
طاروا على لهب احلتوف أسودا<br />
واستقبل الليل الرهيب كتائباً<br />
كالبحر ثار شواطئا وسدودا<br />
وطفت على األفق القتيم مشاعل<br />
نفضتْ عليك شعاعها املمدودا<br />
***<br />
في وثبة التحرير حين ترّدتْ<br />
آالم سجنك، فاحتوتْك خلوداً<br />
وهبتْك مجداً، أنت في قانونه<br />
شعب يسودُ ، وكنت قبلُ مَسُ وداً<br />
كسَّ رت قيدك، وانطلْقتَ مُ غرمِّداً<br />
نشوان حتتضن الوجود سعيداً<br />
غنَّتْ بثورتك احلياةُ ماحماً<br />
ملأت بها قمم الرُّ بى ترديداً<br />
دقَّ الصباحُ على شجيمِّ حلونها<br />
ومشى احلنينُ بها، فلفَّ البيدا<br />
وأضاءت الدنيا على أنغامها<br />
يوماً تألق في الزمان فريداً<br />
وشكراً لزوجة الشاعر ورفيقة حياته، التي<br />
استطاعت بعد رحيله بخمسة وثالثني عاماً،<br />
أن تبحث عن بواكيره الشعرية، وأن تُصنّفها<br />
وتُ قّقها، ليكون منها هذا الديوان اجلديد<br />
البديع ><br />
***<br />
العدد - 692 يوليو 2016<br />
18