10.08.2016 Views

alarabi_July-Comp

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

املسجد:‏ ‏»إن املعماريين اآلخرين يقولون إننا<br />

متفوقون على املسلمن،‏ ألن عالم اإلسالم يخلو<br />

من قبة عظيمة مثل آيا صوفيا،‏ وإن بناء مثل<br />

هذه القبة الضخمة أمر غاية في الصعوبة،‏<br />

وكان لكالمهم هذا تأثيره املؤلم في قلب هذا<br />

العبد العاجز ‏)يقصد نفسه(،‏ لذلك بذلت<br />

الهمةَ‏ العالية في بِناءِ‏ هذا اجلامع،‏ وبعون الله<br />

ثم بتشجيع السلطان سليم خان،‏ قمت بإظهار<br />

املقدرة،‏ وأقمت قُبة هذا اجلامع أعلى من قُبة<br />

آيا صوفيا بست أذرع وأعمق بأربع أذرع«،‏ وفي<br />

حديثهِ‏ حول عبقرية الفن املعماري،‏ في جامع<br />

السُ‏ لَيْمَانِية،‏ يقول املؤرخ روبير مانتران،‏ إنه بكل<br />

تأكيد،‏ هو األروع واألجمل،‏ بن كل مساجد<br />

وجوامع مدينة إسطنبول،‏ ‏»إنه يبدو مُفعما<br />

بالوضوح،‏ وببساطة حتجب علماً‏ عميقاً،‏<br />

وتتطابق ترتيباته الداخلية،‏ تطابقاً‏ وثيقاً،‏ مع<br />

تراكيب اجلهاز الداخلي،‏ األكبر بكثير مما<br />

في آيا صوفيا«.‏ ويُضيف برنارد لويس ‏»إن<br />

جامع السُ‏ لَيْمانية،‏ الذي شُ‏ يّد بعد قرن من فتح<br />

إسطنبول،‏ يُصوّر هيكل بنائه،‏ وطريقة زخرفته،‏<br />

مدى التأثر بينابيع التقليد اإلسلالمي األولى،‏<br />

وأصالة حياته الدينية واجلمالية في جوهرها،‏<br />

ومتيزها في آن واحد«.‏<br />

ساحة اجلامع األزهر بالقاهرة<br />

سنان باشا ومايكل أجنلو<br />

وأيضاً‏ قال العالِم األملاني وأستاذ تاريخ<br />

العمارة في جامعة فيينا ‏»ه.‏ كلوك«‏ عن سنَّان<br />

باشا:‏ ‏»إنه يتفوق فنياً‏ علي مايكل أجنلو صاحب<br />

أكبر اسم فني في احلضارة األوربية«.‏<br />

وكان ‏»ميمار سنَّان«‏ ‏)‏‎1489‎م - ‎1580‎م(‏ معاصراً‏<br />

ملايكل أجنلو ‏)‏‎1564-1475‎م(،‏ وعاش كالهما عمراً‏<br />

طويلالً‏ امتد إلى 90 سنة تقريبا،‏ ما أتاح لهما<br />

حتقيق إجنازات.‏ وامتدت حياة سنَّان باشا حتى<br />

اقترب من املائة،‏ وعاصر خمسة من سلالطن<br />

الدولة العثمانية،‏ وبعد حياة مليئة بجالئل األعمال،‏<br />

تُوفِّيَ‏ سنَّان باشا في ‏)‏‎996‎ه / ‎1588‎م(‏ تاركاً‏ ذكرى<br />

ال تضيع،‏ وتقف أعماله التي تزيد على أربعمائة<br />

أثر معماري شاهدة على عبقريته في عالم البناء<br />

العدد - 692 يوليو 2016<br />

138

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!