13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الصالحين،‏ والمشاورة في أمر الجهاد،‏ وقصد بلاد العدو،‏ ولا يتعدى هذا.‏ بلغني أن الحافظ ابن عساكر الدمشقي،‏رضي االله عنه،‏ حضر مجلس صلاح الدين يوسف لما ملك دمشق فرأى فيه من اللغط وسوء الأدب من الجلوس فيهمالا حد عليه.‏ فشرع يحدث صلاح الدين كما كان يحدث نور الدين فلم يتمكن من القول لكثرة الاختلاف منالمحدثين وقلة استماعهم..‏ فقام و بقى مدة لا يحضر اجمللس الصلاحي؛ وتكرر من صلاح الدين الطلب له،‏ فحضر،‏فعاتبه صلاح الدين يوسف على انقطاعه،‏ فقال:‏ نزهت نفسي عن مجلسك فإنني رأيته كبعض مجالس الس ُّوقة،‏ لايستمع إلى قائل،‏ ولا يرد جواب متكلم.‏ وقد كنا بالأمس نحضر مجلس نور الدين فكنا،‏ كما قيل،‏ كأن على رءوسناالطير،‏ تعلونا الهيبة والوقار،‏ فإذا تكلم أنصتنا و إذا تكلمنا استمع لنا.‏ فتقدم صلاح الدين إلى أصحابه أنه لا يكونمنهم ما جرت به عادهتم إذا حضر الحافظ.‏ قال ابن الأثير:‏ فهكذا كانت أحواله جميعها رحمه االله مضبوطة محفوظة.‏وأما حفظ أصول الديانات فإنه كان مر اعيا ً لها لا يهملها،‏ ولا يمكن أحدا من الناس من إظهار ما يخالف الحق.‏ ومتىأقدم مقدم على ذلك أدبه بما يناسب بدعته؛ وكان يبالغ في ذلك و يقول:‏ نحن نحفظ الطرق من لص وقاطع طريق؛والأذى الحاصل منهما قريب،‏ أفلا نحفظ الدين وتمنع عنه ما يناقضه وهو الأصل!‏ قال:‏ وحكى أن إنسانا بدمشقيعرف بيوسف بن آدم،‏ كان يظهر الزهد والنسك وقد كثر أتباعه،‏ أظهر شيئا ً من التشبيه،‏ فبلغ خبره نور الدينفأحضره وأركبه حمارا وأمر بصفعه،‏ فطيف به في البلد جميعه ونودي عليه:‏ هذا جزاء من أظهر في الدين البدع.‏ ثمنفاه من دمشق،‏ فقصد حران وأقام هبا إلى أن مات.‏ قال ويسوق االله القصار الأعمار إلى البلاد الوخمة.‏قلت وذكر العماد الكاتب في أول كتابه البرق الشامي أنه قدم دمشق في شعبان سنة اثنتين وستين وخمسمائة فيدولة الملك نور الدين محمود بن زنكى؛ وأخذ في وصفه بكلامه المسجوع فقال:‏ كان ملك بلاد الشام ومالكها،‏والذي بيده ممالكها،‏ العادل نور الدين،‏ أعف الملوك وأتقاهم وأثقبهم رأيا وأنقاهم؛ وأعدلهم وأعبدهم،‏ وأزهدهموأجهدهم؛ وأظهرهم وأطهرهم،‏ وأقواهم؛ وأقدرهم؛ وأصلحهم عملا،‏ وأنجحهم أملا!‏ وأرجحهم رأيا ً،‏ وأوضحهمآيا؛ وأصدقهم قولا!‏ وأقصدهم طولا؛ وكان عصره فاصلا،‏ ونصره واصلا وحكه عادلا،‏ وفضله شاملا؛ وزمانهطيبا،‏ وإحسانه صيبا ً؛ والقلو بمهابته ومحبته متلية والنفوس بعاطفته وعارفته متملية؛ وأمور مقتلبة،‏ وأوامره ممتملة؛وجده منزه عن الهزل ونواهبفي أمن العزل؛ ودولته مأمونه،‏ وروضته مصوبة؛ والرياسة كاملة،‏ والسياسة شاملة؛والزيادة زائدة،‏ والسعادة مساعدة؛ والعيشة ناضرة،‏ والشيعة ناصرة.‏ والإنصاف ضاف،‏ والإسعاف عاف؛ وأزرالدين قوى،‏ وظمأ الإسلام روى،‏ وزند النجح ورى؛ والشرع مشروع،‏ والحكم مسموع؛ والعدل مُولى والظلممعزول،‏ والتوحيد منصور والشرك مخذول؛ وللتقى شروق،‏ وما للفسوق سوق؛ وهو الذي أعاد رونق الإسلام،‏ إلىبلاد الشام؛ وقد غلب الكفر،‏ وبلغ الضر؛ فاستفتح معاقلها،‏ واستخلص عقائلها؛ وأشاع هبا شعار الشرع في جميعالحل والعقد،‏ والإبرام والنفض،‏ والبسط والقبض،‏ والوضع والرفع.‏ وكانت للفرنج في أيام غيره على بلاد الإسلامبالشام قطائع فقطعها،‏ وعفى رسومها ومنعها؛ ونصره االله عليهم مرارا حتى أسر ملوكهم،‏ وبدد سلوكهم؛ وصانالثغور منهم،‏ وحماها عنهم وأحيا معالم الدين الدوارس وبنى للامة المدارس؛ وأنشأ الخانقاهات للصوفية،‏ وكثرها فيكل بلاد وكثر وقوفها،‏ وقرر معروفها،‏ وأدنى للوافدين من جنان جنابه قطوفها؛ وأجد الأسوار والخنادق،‏ وأنمىالمرافق،‏ وحمى الحقائق؛ وأمر في الطرقات ببناء الربط والخاتات؛ وضاقت ضيوف الفضائل،‏ وفاضت فيوضالأفاضل؛ وهو الذي فتح مصر وأعمالها،‏ وأنشأ دولتها ورجالها.‏ثم ذكر العماد في أثناء حوادث سنة تسع وستين،‏ وهي السنة التي توفى فيها نور الدين،‏ قال:‏ وفي هذه السنة أكثرنور الدين من الأوقاف والصدقات وعمارة المساجد المهجورة،‏ وتعفية آثارل الآثام،‏ وإسقاط كل ما يدخل في شبهة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!