13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الفضاء الذي بينه وبين رأس الطابية فرارا من القتال.‏ فشرع المصريون في هنب الخيل والجمال والبغال.فلما فتحواطريقهم إليه خرج عباس من باب القصر وجاءوا في أثره حتى أقفلوا الباب وعادوا إلى هنب دوره.‏ وكان عباس قدأحضر من العرب نحوا من ثلاثة آلاف فارس يتقوى هبم على المصريين،‏ واستحلفهم،‏ ووهبهم هبات عظيمة.‏ فلماخرج من باب مصر غدروا به وقاتلوه أشد قتال ستة أيام،‏ يقاتلهم من الفجر إلى الليل؛ فإذا نزل أمهلوه إلى نصفالليل،‏ ثم يركبون ويهدون خيلهم على جانب الناس،‏ ويصيحون صيحة واحدة،‏ فتجفل الخيل وتقطع،‏ ويخرج إليهممنها ما فيه منة وقوة فيأخذونه،‏ فكان ذلك سبب هلاك خيله،‏ وتمكن الإفرنج منه،‏ واشتغاله عن سلوك طريق لايقصد الفرنج إليه.‏قال:ودامت الحرب بينه وبينهم من يوم الجمعة ضحى هناره إلى آخر يوم الخميس،‏ ثم جاءوا إليه وأخذوا منه حسباعلى أموالهم وأنفسهم وبيوهتم ظنا أن له عودة إليهم؛ وانصرفرا عنه وهم أكثر من ثلاثة آلاف فارس.‏ ويوم الأحدصبحتهم الإفرنج وقد هلك الناس من الجوع والعطش وماتت خيلهم،‏ فقتلوا عباسا وابنه الأوسط،‏ وأسروا ابنهالأكبر وقتلوا خلقا كثيرا؛ وأخذوا نساء عباس وخزائنه،‏ وأسروا أولادا له صغارا وانصرفوا.‏قلت:‏ عباس هذا هو عباس ابن أبى الفتوح بن تميم بن المعز بن باديس الحميري ويلقب بالأفضل ركن الدين،‏ ويكنىبأبى الفضل.‏ ورأيت علامته في الكتب أيام وزارته:‏ الحمد الله وبه أثق.‏ وفيه يقول أسامة بن منقذ:‏لقد عم جود الأفضل السيد الورى...وأغنى غناء الغيث حيث يصوبومن أبيات لابن أبى أسعد فيه لما قتل الظافر:‏وأنفق من أنعامهم في هلاكهم وأظهر ما قد كان عنه ينافق...ومد يدا هم طولوها إليهم ... وحلت بأهل القصر منه البوائقسقى ربه كاس المنايا،‏ وما انقضى ... له الشهر إلا وهو للكأس ذائقوكان عباس قد تخيل من أسامة عند خروجه من مصر،‏ يا يعلمه بينه وبين الملك الصالح من الودة والمصافاة،‏فأحضره واستحلفه أنه لا يفصل عنه.‏ ثم لم يقنعه ذلك حتى أنقذ من أستاذى داره من يدخل على حرمه إلى داره،‏فأخذ أهله ؤأولاده،‏ فتركهم عند أهله وأولاده،‏ وقال قد حملت ثقلهم عنك،‏ لهم أسوة بوالدة ناصر الدين،‏ يعنىولده ناصر الدين،وبأخواته.‏ فلما خرجوا وهنبت دورهم ودواهبم عجز عن حمل من يخصه،‏ فأعادهم أسامة منبلبيس،‏ وانفذ إلى الملك الصالح يقول له:‏ قد أنفذت أهلي وأولادي اليك،‏ وأنت ولى ما تراه فيهم.‏ فأنزلهم في دار،‏وأجرى عليهم الجاري الواسع،‏ وأحسن إليهم غاية الإحسان.‏ وكان يكاتبه في الرجوع إلى مصر وهو بلطف الأمرمعه قصدا لخلاص أهل.‏ وأولاده؛ فلما عرف ذلك منه نسبه إلى وحشة قلبه من القصور،‏ ونفوره من المصريين.‏فأنفذ إليه يقول له:‏ تصل إلى مكة في الموسم ويلقاك رسولي إليها يسلم إليك مدينة أسوان،‏ وأنفذ إليك أهلك؛وأمدك بالأموال؛ وهي كما علمت،‏ الثغر بيننا وبين السودان،‏ وما يسد الثغر مثلك.‏ واكثر من الوعد وذكر رغبتهفي قربه ورعايته،‏ وما بين وبينه من قديم الصحبة.‏ فاستأذن أسامة في ذلك الملك العادل نور الدين،‏ وكان في خدمته.‏فقال:‏ يافلان ما تساوي الحياة الشتات،‏ والرجوع إلى الأخطار،‏ والبعد عن الأوطان.‏ ومنعة من ذلك بإحسانهووعده أن يستخلص أهله.‏ فكتب أسامة إلى الملك الصالح يعتذر ويسأله تسيير أهله.‏ وترددت بينهما مكاتبات،‏وأشعار متصلات،‏ إلى أن سيرهم،‏ وهم نيف وخمسون نسمة،‏ في الإكرام والاحترام إلى آخر ولايته.‏ وذكر أن أهلالقصور والأمراء أنكروا تسييرهم،‏ وقالوا نكون أهله رهائن عندنا لنأمن ما يكون منه.‏ ووصله بعض أصحابه مندمشق،‏ وهو في العسكر النوري بحلب،‏ فأخبره أن من كان له بمصر من الأهل والأولاد والأصحاب وصلوا،‏ وأن

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!