13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

دام نصر الهدى بملك بني العب ... اس حتى يقوم يوم الحشرقال العماد في ديوانه،‏ ونقلته من خطه،‏ قال:‏ ووصل الخبر بأن الخطبة قامت في الإسكندرية يوم الجمعة سابع شهررمضان،‏ وفي مصر والقاهرة يوم الجمعة ثامن عشري شهر رمضان لمولانا الإمام المستضئ بأمر االله أمير المؤمنين،‏وإقامة شعار بني العباس هبا.‏ فقلت،‏ ونحن نزول بجسر الخشب من دمشق في عاشر شوال،‏ وكتبت هبا إلى بغداد -فذكر هذه القصيدة.‏وقال في البرق:‏ ووصل من دار الخلافة في جواب هذه البشارة عماد الدّين صندل وهو من أكابر الخدم المقتفوية،‏من ذوي الروية والهم َّة القوية.‏ وتولى أستاذية الدار العزيزة بعد عزل كمال الدين بن عضد الدين عنها،‏ فأكرم نورالدين بإرسال مثله إليه،‏ وعول في هذا الأمر المهم عليه.‏ وهو أكرم رسول وصل،‏ فأنجح الأمل،‏ وجاء بالتشريفالشريف لنور الدين مكملا،‏ معظما مجملا،‏ بأهبته السوداء العراقية،‏ وحلله الموشية،‏ وطوقه الثقيل،‏ ولوائه الجليل.‏وعين يوم يحضر فيه الرسول،‏ ونصوا على من يحضر في مجلس نور الدين وأغفلوا ذكر العماد،‏ فطلبه نور الدين لماحضروا،‏ وقام لقيام الرسل له لما حضر،‏ وقصد أن يعرفهم منزلته عنده،‏ وناوله الكتاب ليقرأه.‏ قال:‏ فتناوله منىالموفق بن القيسراني خالد،‏ وكان عنده في مقام الوزير وله انبساط زائد،‏ فداريته وماريته،‏ وتركته يقرأ وأنا أردعليه،‏ وأرشده في التلاوة إلى ما لايهتدي إليه،‏ حتى أهناه،‏ وأنا على افتياته عليّ‏ لا أهناه.‏ فأعجب نور الدين صمتيوسمتي،‏ وأحمد مني فضل التأني والتأتي.‏ واجتاب الأهبة ولبس الفرجية فوقها،‏ وتقلد مع تقلد السيفين طوقها؛ وخرجوركب من داخل القلعة،‏ وهو حال ٍ بما عليه من الخلعة؛ واللواء منشور،‏ والنضار منثور،‏ والمركبان الشريفان أحدهامركوبه،‏ والآخر بحليته مجنوبه.‏قال:‏ وسألت عن معنى تقليده السيفين،‏ واشتماله بالنجادين،‏ فقيل لي هما للشام ومصر،‏ والجمع له بين البلدين.‏وخرج إلى ظاهر دمشق حتى انتهى إلى منتهى الميدان الأخضر ثم عاد شريف المفخر،‏ جميل المنظر،‏ حميد المخبر،‏ سعيدالمورد والمصدر،‏ لبيقا ً بالأعظمين السرير والمنبر.‏ وكان وزن الطوق مع أكرته ألف دينار من الذهب الأحمر.‏ وحملوالصلاح الدين تشر يفا ً فاض لا ً فائقا ً،‏ رائعا رائقا ً،‏ لجماله وكماله لائقا ً؛ لكن تشريف نور الدين أميز وأفضل،‏ وأجملوأكمل؛ فسير تشريفه برمته إليه بمصر ليحتاجه،‏ وسير أيضا بخلع من عنده يكرم هبا أصحابه.‏ ووصلت تلك الخلعةإليه ولبسها،‏ وأنس من السعادة الدائمة قبسها؛ وطاف هبا في الحادي والعشرين من رجب.‏ وهي أول أهبة عباسيةدخلت الديار المصرية؛ يعني بعد استيلاء بني عبيد عليها.‏قال:‏ وكانت وصلت مع الرسل أعلام وبنود،‏ ورايات سود،‏ وأ ُهب عباسية،‏ للخطباء في الديار المصرية،‏ فسيُرّتإلى صلاح الدين ففرقها على المساجد والجوامع والخطباء والقضاة والعلماء؛ والحمد الله على ما أنعم وأولى،‏ ووهبوأعطى.‏قال ابن أبي طيّ:‏ ولما فرغ السلطان من أمر الخطبة أمر بالقبض على القصور وجميع ما فيها من مال وذخائر وفرشوسلاح وغير ذلك،‏ فلم يوجد من المال كبير أمر،‏ لأن شاور كان قد ضيّعه في إعطائه الفرنج في المرات التي قدمناذكرها،‏ ووجد فيها ذخائر جليلة من ملابس وفرش وخيول وخيام وكتب وجواهر.‏ ومن عجيب ما وجد فيه:‏قضيب زمرد طوله شبر وك َسْر،‏ قطعة واحدة،‏ وكان سمت حجمه مقدار الإهبام،‏ ووجد فيه طبل للقولنج،‏ ووجد فيهإبريق عظيم من الحجر المانع،‏ ووجد فيه سبعمائة يتيمة من الجوهر.‏ فأما قضيب الزمرد فإن السلطان أخذه وأحضرصا نعا ً ليقطعه،‏ فأبى الصانع قطعه،‏ فرماه السلطان فانقطع ثلاث قطع،‏ وفر َّقه الس ُّلطان على نسائه.‏ وأما طبلالقولنج:‏ فإنه وقع إلى بعض الأكراد فلم يَدْر ما هو فكسره،‏ لأنه ضرب به فحبق.‏ وأما الأبريق فأنفذه السلطان إلى

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!