13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

لازمة؟ فقال:‏ بلى.‏ فقال للحاضرين:‏ اشهدوا على الشيخ بذلك،‏ يشير إلى نور الدين كان يجري منه أيمان في وقائع،‏وكان ابن أبي عصرون يفتيه بالخروج منها،‏ فقي َّد عليه القول،‏ فأجاب نور الدين إلى ذلك،‏ فقال له:‏ قد علم الناسحسن عقيدتك في ّ،‏ وأن قولي مسموع عندك،‏ وقد خرجت إليك ولاب دّ‏ لي من ضيافة،‏ فقال:‏ كيف لي بذلك وأنتلاتأكل طعامي ولاتقبل مني شيئا ً!‏فقال:‏ تحلف لي هبذه النسخة،‏ فوقف عليها وتغير وجهه،‏ وقال:‏ أنا ما جئت إلا فيهذا لأخلص المسلمين منه!‏ فقال له الشيخ عمر:‏ فما نطلب منك أن توليه على المسلمين!‏ فقال:‏ قد أمنته علىنفسه،‏ فقال:‏ وعلى أهله!‏ فقال:‏ ومن أهله؟ فقال:‏ نصارى،‏ فقال:‏ أمنتهم،‏ فقال:‏ وعلى ماله،‏ فقال:‏ ومن أين لهذاالكلب مال؟ هذا مملوك لنا،‏ فقال:‏ قد أ ُعتق وماله له،‏ وهو اليوم كان صاحب الموصل،‏ قال:‏ قد أمنته على ماله.‏فحلف له على ذلك جميعه،‏ و استقرّ‏ الصلح.‏فصلوخرج سيف الدين إلى خدمة نور الدين،‏ فوقف بين يديه،‏ فأكرمه نور الدين،‏ وكان وصله خلعة أمير المؤمنينفخلعها عليه،‏ فدخل إلى الموصل هبا،‏ وانتقل إلى جانب الشط الآخر،‏ ولم يدخل إلى الموصل إلى أن جاء مطر شديدجدّ‏ ا َ فدخل من باب السر إليها،‏ وأقام هبا مدة ورتب أمورها وولي فيها كمشتكين فرأى النبي صلى االله عليه وسلمذات ليلة وهو يقول له:‏ جئت إلى بلدك وطاب لك المقام به،‏ وتركت الجهاد وقتال أعداء الدين!‏ فاستيقظ من منامهوسار سحرة ذلك اليوم ولم يلبث،‏ ولم يعلم به أكثر الناس حتى خرج ولحقوه،‏ رحمه االله تعالى.‏وصل الخبر بموت الإمام المستنجد باالله أبي المظفر يوسف بن المقتفي،‏ و نو رُ‏ الدين مخيم بشرقي الموصل بتل توبة.‏وكانت وفاته يوم السبت تاسع ربيع الآخر،‏ وبويع ابنه المستضئ بأمر االله أبو محمد الحسن.‏وكان مولد المستنجد مستهل ربيع الآخر سنة عشر وخمسمائة،‏ وكانت خلافته إحدى عشرة سنة وستة أيام.‏ وهوالثاني والثلاثون من خلفاء بني العباس.‏ وهذا العدد له بحساب الجم َّل،‏ اللام والباء،‏ فيه يقول بعض الأدباء:‏أصبحت لب بني العباس كلهم ... إن عُد ِّت بحساب الجم َّل الخلفاوكان أسمر تام القامة طويل اللحية،‏ وكان من أحسن الخلفاء سيرة مع الرعية؛ كان عادلا فيهم كثير الرفق هبم،‏وأطلق من المكوس كثيرا ً،‏ ولم يترك بالعراق مكسا.‏ وكان شديدا ً على أهل العيث والفساد والسعاية بالناس.‏قال ابن الأثير:‏ بلغني أنه قبض على إنسان كان يسعى بالناس ويكتب فيهم الس ِّعايات فأطال حبسه،‏ فحضر بعضأصحابه وشفع فيه،‏ وبذل عنه عشرة آلاف دينار فقال له:‏ أنا أعطيك عشرة آلاف دينار وتحضر لي إ نسا نا ً آخرمثله أحبسه لأكف َّ شره عن الناس.‏وتوفي في أيامه شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد،‏ وصار بعده ابنه صدر الدين عبد الرحيم شيخ الشيوخ،‏ وذلكسنة إحدى وأربعين.‏وفي سنة ثمان وأربعين توفي محمد بن نصر القيسراني،‏ وأحمد بن منير،‏ الشاعران.‏ وقد تقدم ذلك.‏وفي سنة تسع ةأربعين توفي الحكيم أبو الحكم الشاعر الأندلسي.‏وفي سنة إحدى وخمسين توفي الوأواء الشاعر الحلبي.‏وفي سنة ثلاث وستين توفي الشيخ أبو النجيب الصوفي الفقيه الواعظ.‏قال العماد:‏ وجاءنا رسل دار الخلافة مبشرين بخلافة المستضئ،‏ واتفق ذلك يوم عبور دجلة.‏ وركب يوم النزولعلى تل توبة في الأهبة السوداء،‏ واليد البيضاء،‏ وذلك بمرأى ومنظر أهل الموصل الحدباء.‏ ثم أرسل الشيخ شرفالدين بن أبي عصرون إلى بغداد نا ئبا ً عنه في خدمة الإمام.‏ ومما نظمه العماد فيه:‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!