13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

واتصل القتال إلى العصر من يوم الأربعاء وقد ظهر فشل الفرنج ورعبهم،‏ وقصرت عزائمهم،‏ وفتر حزهبم،‏وأحرقت آلات قتالهم،‏ واستمر القتل والجراح في رجالهم؛ ودخل المسلمون إلى الثغر لأجل قضاء فريضة الصلاة،‏وأخذ مابه قوام الحياة،‏ وهم على نيّة المباكرة،‏ والعدوّ‏ على نية الهرب والمبادرة.‏ ثم كر المسلمون عليهم بغتة وقدكاد يختلط الظلام،‏ فهاجموهم في الخيام،‏ فتسلموها بما فيها،‏ وفتكوا في الرّجالة أعظم فتك،‏ وتسلموا الخيالة ولميسلم منهم إلا من نزع لبسه،‏ ورمى في البحر نفسه.‏ وتقحم أصحابنا في البحر على بعض المراكب فخسفوهاوتلفوها،‏ فولت بقية المراكب هاربة.‏ وجاءهتا أحكام االله الغالبة.‏ وبقي ا لع دوّ‏ بين قتل وغرق،‏ وأسر وف َرَ‏ ق،‏ واحتمىثلثمائة فارس في رأس تل ّ،‏ فأخذت خيولهم ثم قتلوا وأسروا،‏ وأخذ من المتاع والآلت والأسلحة مالا يملك مثله.‏وأقلع هذا الاسطول عن الثغر يوم الخميس.‏فصلوذكر ابن شداد أن نزول هذا العدو كان في شهر صفر وكانوا ثلاثين ألفا في ستمائة قطعة مابين شيني وطرادةوبطشة وغير ذلك.‏وأما نوبة الكنز،‏ فقال ابن شداد:‏ الكنز إنسان مقدم من المصريين كان انتزح إلى أسوان فأقام هبا،‏ ولم يزل يدبّر أمرهويجمع السودان عليه ويُخ ِّيل لهم أنه يملك البلاد ويعيد الدولة المصرية.‏ وكان في قلوب القوم من المهاواة للمصريينما تستصغر هذه الأفعال عنده،‏ فاجتمع عليه خلق كثير وجمع وافر من السودان،‏ وقصد قوص وأعمالها.‏ فانتهىخبره إلى صلاح الدين،‏ فجرد له عسكرا عظيما شاكين في السلاح من الذين ذاقوا حلاوة ملك الديار المصريةوخافوا على فوت ذلك منهم،‏ وقدّم عليهم أخاه سيف الدين وسار هبم حتى أتى القوم،‏ فلقيهم بمصاف فكسرهم،‏وقتل منهم خلقا عظيما،‏ واستأصل شأفتهم،‏ وأخمد ثائرهتم؛ وذلك في السّابع من صفر سنة سبعين،‏ واستقرت قواعدالملك.‏قال العماد:‏ وفي أول سنة سبعين،‏ مستهلها،‏ قام المعروف بالكنز في الصعيد،‏ وجمع من كان في البلاد من السودانوالعبيد،‏ وعدا ودعا القريب والبعيد.‏ وكان عنده من الأمراء أخ لحسام الدين بن أبي الهيجاء السّمين،‏ ففتك به وبمنهناك من المقطعين،‏ فغارت حمية أخيه وثارت للثأر،‏ وساعده أخو السلطان سيف الدين وعز الدين موسك ابن خاله،‏وعدة من أمرائه ورجاله،‏ وجاءوا إلى مدينة طود فاحتمت عليهم،‏ وامتنعت،‏ فأسرعت البلية إليها وهبا وقعت،‏ وأتىالسيف على أهلها،‏ وباءت بعد عزها بذ ّلها.‏ثم قصد الكنز وهو في طغيانه وعدوانه،‏ وسوئه وسودانه،‏ فسُفك دمه،‏ وظهر بعد ظهور وجوده عدمه،‏ وارتقبدماء سوده،‏ وهجم غابه على أسوده؛ ولم يبق للدولة بعد كنزها كنز،‏ وط ل ّ دمه ولم ينتطح فيه عنز.‏ وارتدعالمارقون فما رقوا بعده سلم نفاق،‏ واالله لناصري دينه ناصر وواق.‏وقال ابن أبي طيّ:‏ واتفق أيضا أن خرج بقرية من قرى الصعيد يقال لها طود رجل يعرف بعباس بن شادي،‏ وثار فيبلاد قوص وهنبها وخرهبا،‏ وأخذ أموال الناس؛ واتصل ذلك بالملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب،‏ وكانالسلطان قد استنابه بمصر،‏ فجمع له العساكر وأوقع به،‏ وبدّد شمله،‏ وفض جموعه وقتله،‏ ثم قصد بعده كنز الدولةالوالي بأسوان وكان قصد بلد طود،‏ فقتل أكثر عسكره وهوب فأدركه بعض أصحاب الملك العادل فقتله.‏فصل

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!