13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

القلعة،‏ مملوكله،‏ ومن محمد بن جفرى،‏ أحد حجابه،‏ إلى أخيه نصرة الدين أمير أميران صاحب حران بإعلامه بوقوعاليأس من أخيه،‏ و يحضونه على المبادرة والإسراع إلى دمشق لتسلم إليه.‏ فلما عرف نور الدين ذلك عرض الكتبعلى أرباهبا فاعترفوا هبا،‏ فأمر باعتقالهم،‏ وكان رابعهم سعد الدين عثمان،‏ وكان قد خاف فهرب قبل ذلك بيومين.‏وورد في الحال كتاب صاحب قلعة جعبر يخبر بقطع نصرة.‏ الدين الفرات مجدا إلى دمشق فأهنض أسد الدين فيالعسكر المنصور لرده ومنعه من الوصول،‏ فاتصل به خبر عوده إلى مقره عند معرفته بعافية أخيه،‏ فعاد أسد الدينإلى دمشق ووصلت رسل الملك العادل من ناحية الموصل بجواب ما تحملوه إلى أخيه قطب الدين،‏ وفارقوه وقد برزفي عسكره،‏ متوجها إلى ناحية دمشق.‏ فلما فصل عن الموصل اتصل به خبر عاقبته،‏ فأقام بحيث هو وأنفذ وزيره.‏جمال الدين أبا جعفر محمد بن علي لكشف الحال.‏ فوصل إلى دمشق يوم السبت الثامن صفر في أحسن زي وأهباتجمل،‏ وخرج إلى لقائه الخلق الكثير.‏قال:‏ وهذا الوزير قد ألهمه االله تعالى من جميل الأفعال وحميد الخلال،‏ وكرم النفس،‏ و أنفاق أمواله في أبواب البروالصلات والصدقات،‏ ومستحسن الآثار في مدينة الرسول عليه السلام،‏ ومكة ذات الحرم والبيت المعظم،‏ شرفهاالله تعالى،‏ ما قد شاع ذكره،‏ وتضاعف عليه حمده وشكره.‏ واجتمع مع نور الدين وجرى بينهما من المفاوضاتوالتقريرات ما انتهى إلى عوده إلى جهته،‏ بعد الإكرام له،‏ وتوفيتة حقه من الاحترام؛ وأصحبه برسم قطب الدينأخيه وخواصه من الملاطفة ما اقتضته الحال الحاضرة؛ وتوجه معه الامير أسد الدين.‏وقال ابن أبى طي:‏ لما وصل الوزير جمال الدين إلى حلب تلقاه موكب نور الدين،‏ وفيه وجوه الدولة وكبراء المدينة،‏وانزل في دار ابن الصوفي وأكرم غاية الإكرام؛ وأعيدة إلى صاحبه شاكرا عن نور الدين،‏ وسير معه الأمير أسعدالدين شيركوه رسولا إلى قطب الدين بالشكر له والثناء عليه؛ وأخذت معه هدايا سنية.‏ فسار وعاد إلى حلبمكرما،‏ فوجد نور الدين عازما على الخروج إلى دمشق لما بلغته من إفساد الفرنج في بلد حوران،‏ فسار في صحابتهووصل نور الدين إلى دمشق،‏ فأمر الناس بالتجهز لقتال الفرنج،‏ ثم أهنض أسد الدين في قطعة من العسكر للإغارةعلى بلد صيدا فسار وسار معه أخوه نجم الدين أيوب وأولاده.‏ ولم يشعر الفرنج وهو قد عاث في بلد صيدا وقتلوأسر عالم عظيما،‏ وغنم غنيمة جليلة؛ وعاد فاجتمع بنور الدين على جسر الخشب.‏فصلقلت:‏ وهذا هو ما تقدم ذ كره بعد المرضة الأولى،‏ وكأن ابن أبى طي جعل المرضتين واحدة بحلب؛ وأبو يعلى ذكرأن الأولى بحلب والثانية بدمشق،‏ وهو الأصح.‏ واالله أعلم.‏قال أبو يعلى:‏ وكان قد وصل من ملك الروم رسول من معسكر.‏ ومعه هدية أتحف هبا الملك العادل من أثوابديباج وغير ذلك،‏ وجميل خطاب وفعال؛ وقوبل بمثل ذلك.وحكى عن ملك الفرنج،‏ خذله االله،‏ إن المصالحة بينهوبين ملك الروم تقررت،‏ والمهادنة انعقدت؛ واالله يرد باس كل واحد منهما إلى نحره،‏ و يذيقه عاقبة غدره ومكره.‏قال:‏ ووردت أخبار من ناحية،‏ ملك الروم باعتزامه على أنطاكية وقصد المعاقل الإسلامية؛ فبادر نور الدين بالتوجهإلى البلاد الشامية لإيناس أهلها بن استيحاشهم من شر الروم والإفرنج،‏ خذلهم االله تعالى،‏ فسار في العسكر صوبحمص وحماة وشيزر.‏قال:‏ وفي ثالث ربيع الأول وافت زلزلة هائلة ماجت أربع موجات وأيقظت النيام وأزعجت اليقظى،‏ وخاف كلذي مسكن مضطرب على نفسه وعلى مسكنه.‏قال:‏ وفي تاسع جمادى الأولى هبت ريح عاصف شديدة أقامت يومها وليلتها،‏ فأتلفت أكثر الثمار،‏ صيفيها

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!