13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

قال:وكان اسد الدين لما ولى الوزارة لم يتغير على احد شيئا،‏ واجرى اصحاب مصر على قواعدهم وامورهم،‏ الى انانقضت ايامه،وفنيت اعوامه.‏وكان قرما يحب اكل اللحوم ويواظب عليه ليلا وهنارا،‏ فتواترت عليه التخم،‏ واتصلت به مرضاته،الى ان ظهرتبحلقه خوانيق كان فيها تلافه.ويقال انه اكل في ذلك اليوم مضيرة ودخل الحمام،‏ فلما خرج منها اصابه الخناق.‏قال:وكان شجاعا،بارعا،قويا،جلدا في ذات االله شديدا على الكفار وطاته،‏ عظيمة في ذات االله صولته،عفيفادينا ً،كثير الخير.وكان يحب اهل الدين والعلم ‏،كثير الايثار،حدبا على اهله واقاربه.وكان فيه امساك ‏،وخلف مالاكثيرا،‏ وخلف من الخيل والدواب والجمال شيئا كثيرا،‏ وخلف جماعة من الغلمان ، خمسمائة مملوك،‏ وهم الاسدية.‏وهو كان مشيد قواعد الدولة الشاذية والمملكة الناصرية،‏ وكان ابتداء امره يخدم مع صاحب تكريت على اقطاعمبلغه تسعمائة دينار،‏ وتنقل الى ان ملك الديار المصرية.وعقد له العزاء بالقاهرة ثلاثة ايام.‏قلت:اليه تنسب المدرسة الاسدية بالشرف القبلي ظاهر دمشق ، وهي المطلة على الميدان الاخضر؛وهي علىالطائفتين الشافعية والحنفية،‏ والخانقاه الاسدية داخل باب الجابية بدرب الهاشميين.‏قال ابن ابي طي:وساعة وفاته وقع الاختلاف فيمن يولي الوزارة بين العسكر الشامي ‏،ومالت الاسدية الى صلاحالدين.وفي تلك الساعة انفذ العاضد وسأل عمن يصلح للوزارة،فأرشد من جماعة من الامراء الى شهاب الدينمحمود الحارمي خال صلاح الدين،‏ فأنفذ اليه واحضره وخاطبه في تولي الوزارة،‏ فأمتنع من ذلك،‏ واشار بولايةالملك الناصر.‏وكان الحارمي اولا قد رغب في الوزارة وتحدث فيها،‏ وحصل ما يحتاجه ‏،فلما رأى مزاحمة عين الدولة بن ياروقوغيره عليها خاف ان يشتغل بطلبها فيفوته،‏ وربما فاتت صلاح الدين فأشار به لاهنا اذا كانت في ابن اخته كانت فيبيته.‏وكان صلاح الدين قد وقع من العاضد بموقع،واعجبه عقله وسداد رأيه،‏ وشجاعته،‏ واقدامه على شاور في موكبه،‏وانه قتله حين جاءه امره ولم يتريث ولا توقف.فسارع الى تقليده الوزارة،‏ وما خرج شهاب الدين الحارمى منحضرة العاضد الا وخلع الوزارة قد سبقت الى الملك الناصر.‏وكانت خلعة الوزارة عمامة بيضاء تَن ِّيسي بطرز ذهب وثوب دبيقي بطراز ذهب ‏،وجبة تحتها سقلاطون بطرازيذهب،‏ وطليسان دبيقي ذهب،‏ وعقد جوهر قيمته الاف دينار،‏ وسيف محلى بجوهر قيمته خمسة الاف دينار،‏ وفرسحجر صفراء من مراكب العاضد قيمتها ثمانية الاف دينار لم يكن بالديار المصرية اسبق منها،‏ وطوق،‏ وتختوسرفسار ذهب مجوهر ، وفي رقبة الحر مشدة بيضاء ، وفي رأسها مائتا حبة جوهر ، وفي اربع قوائم الفرس اربععقود جوهر،‏ وقصبة ذهب في رأسها طالعة مجوهرة،‏ وفي رأسها مشدة بيضاء بأعلام ذهب،‏ ومع الخلعة عدة بقج،‏وعدة من الخيل ، واشياء اخر؛ومنشور الوزارة ملفوف في ثوب اطلس ابيض.‏وكان ذلك يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادي الاخرة،‏ سنة اربع وستين وخمسمائة؛ وقرئ المنشور بين يديالملك الناصر يوم جلوسه في دار الوزارة ؛وحضر جميع ارباب الدولتين المصرية والشامية ؛وكان يوما عظيما.‏وخلع السلطان على جماعة الامراء والكبراء ‏،ووجوه البلد،‏ وارباب دولة ا لعاض د،وع م َّ الناس جميعهم بالهباتوالصلات.‏ولما استقرت قدمه في الوزارة والرياسة قام في الرعية مقام من قام بالشريعة والسياسة،‏ ونظم بحسن تدبيره من الدولةبددها،وجرى في مناهج العدل على جددها،وحَيُعَ‏ ل َ الى وجوده وفضله،‏ ونادى الى رفده بذله؛ وكاتب الأطراف بما

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!