13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

إن أمير المؤمنين الذي ... مصر حِماه وعلي ُّ أبوه...نص على شاور فرعوهنا ونص موساها على شيركوهوقد وصف الفقيه الشاعر أبو حمزة عمارة اليمني في كتاب الوزراء المصرية الذي صنفه حال شاور في وزارتهالأولى،‏ ثم قال:‏ وزارة شاور الثانية:‏ فيها تكشفت صفحاته،‏ وأحرقت لفحاته،‏ وأغرقت نفحاته،‏ وغ ّض َّه الدهروعضه،‏ وأوجعه الث ُّكل وأمضه،‏ وبان غمره وثماده،‏ وجمره ورماده،‏ ولم يجف من الأنكاد لبده،‏ ولاصفا من الأقذاءو ِرْده.‏ وما هو إلا أن تسلمها بالراحة،‏ وسُلمت له الهموم عو ضا ً عن الراحة.‏وفي أول ليلة دخل القاهرة ارتحل أسد الدين طا لبا ً بلبيس،‏ فأقام هبا،‏ ثم عاد إلى القاهرة،‏ فكسر الناس يوم التاجوأسر أخوه صبح،‏ وأصيب على باب القنطرة بحجر كاد يموت منه،‏ وتعقب ذلك تنقل القتال على القاهرة حتىدخلت من الثغرة.‏ ثم تبع هذا مجئ الفرنج،‏ وعمل البرج،‏ وحصار بلبيس؛ ثم تلا ذلك قيام يحيى بن الخياط طا لبا ًللوزارة؛ ثم تلا ذلك نفاق لواته ومن ضام َّها من قيس،‏ وخروج أخيه نجم الدين وابنه سليمان وجماعة من غلماهنملحرهبم ثم خروج ابنه الكامل في بقية العسكر.‏ وفي أثناء هذه المدة قبضُه على الأثير بن جلب راغب وقتله،‏ وأسرمعالي بن ف ُريج ثم قتله.‏واتصل إليه الخبر من قدوم أسد الدين إلى أطفيح بأم النوائب الك ُبَر؛ ووافق مجئ الغز قدوم الفرنج ناصرين للدولة،‏وتوجهوا من مصر في البر الشرقي تابعين للغز ِّ.‏ ثم لاحت الفرصة للفرنج فعادوا إلى مصر واقترحوا من المال،‏ماتنقطع دونه الآمال،‏ وخيموا على ساحل المقسم،‏ وأظهروا رجوعهم إلى الشام؛ فتجهز الكامل للمسير صحبةالإفرنج.‏ حدثني القاضي الأجل الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني،‏ قال:‏ أنا أذكر وقد خلونا في خيمة وليسمعنا أحد،‏ إنما هو شاور وابنه الكامل وأخوه نجم،‏ فعزم الكامل على النهوض مع الفرنج،‏ وعزم نجم الدين علىالتغريب إلى سليم وماوراءها،‏ وقال شاور:‏ لكن لاأبرح أقاتل بمن صفا معي حتى أموت.‏ فنحن في ذلك حتى وصلإلينا الداعي ابن عبد ا لقويّ‏ وصنيعة الم ُلك جوهر وعز ُّ الأستاذ وقد التزموا المال.‏ وتفرع على هذا الأصل مقام الغزبالجيزة،‏ ونوبة البابين،‏ وحصار الإسكندرية،‏ وانصراف الغز راجعين،‏ والفرنج بعدهم.‏فما هو إلا أن توهم شاور أن الدهر قد نام وغفا،‏ وصفح عن عادته وعفا؛ وإذا الأيام لاتخطب إلا زواله وفوته،‏ولاتريد إلا انتقاله وموته.‏ فكان من قدوم الفرنج إلى بلبيس وقتل من فيها وأسرهم بأسرهم ما أوجب حريق مصر،‏ومكاتبة الأجل نور الدين بن القسيم،‏ وإنجاده كلمة الإسلام بأسد الدين ومن معه من المسلمين الذين قلت فيهموقد ربط الإفرنج الطريق عليهم:‏...أخذتم على الإفرنج كل ثن َّية وقلتم لأيدي الخيل مر ِّي على مر ِّيلئن نصبوا في البر جسرا ً،‏ فإنكم ... عبرتم ببحر من حديد على الجسرقلت:‏ وهذان البيتان من قصيدة ستأتي.‏ ومُر ِّي هم أسم ملك الإفرنج.‏هوله.‏قال عمارة:‏ فقضى قدوم الغز برحيل الفرنج عن الديار المصرية،‏ ولم يلبث شاور ان مات قتيلا بعد قدوم الغز بثمانيةعشر يوما ً.‏ وهذه السنوات التي وزر فيها شاور وزارته الثانية كثيرة الوقائع والنوازل،‏ وفيها ماهو عليه أكثر مماقال:‏ ولم يرب ِّ أحد رجال الدولة مثل مارباهم الصالح بن رُزّضيك،‏ ولا أفنى أعياهنم مثل ضرغام،‏ وكانت وزارتهتسعة أشهر مدة حمل الجنين،‏ ولا أتلف أموالهم مثل شاور؛ وشاور هو الذي أطمع الغز والإفرنج في الدولة حتىانتقلت عن أهلها.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!