13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الدولة وأعلنها.‏ وعرف ماجرى بدمشق من الاجتماع،‏ واتفاق ذوى الأطماع،‏ فكاتبهم وأمرهم بالوصول إليه فيخدمة الملك الصالح.‏ وأنفذ أخاه سابق الدين عثمان،‏ وكان قليل الخبرة بعيدا من التحر ُّز والدّهاء،‏ فاستقرّ‏ الأمرعلى أن يحملوا الملك الصالح إليه،‏ ويقدموا به عليه،‏ وهو يتسلم ممالكه،‏ ويكون أتابكه.‏ووصل كمشتكين إلى دمشق في تلك الأيام،‏ فوافقهم على مادبروه من المرام،‏ وسار الصالح ومعه كمشتكين،‏والعدل ابن العجمي،‏ واسماعيل الخازن،‏ فبغُتوا إخوة مجد الدين الثلاثة فقبضوهم واعتقلوهم؛ وجاء ابن الخشاب أبوالفضل،‏ مقدّم الشيعة،‏ فسفكوا دمه.‏ وأقام شمس الدين بن المقدم بدمشق على عساكرها مقدما،‏ وفي مصالحهامحك ّما؛ وجمال الدين ريحان والي القلعة والش ِّحن من قبله،‏ والأمر إليه بتفصيله وجمُله،‏ والقاضي كمال الدينالشهرزوري الحاكم النافذ حكمه،‏ الصائب سهمه،‏ الثاقب نجمه.‏وكان مسير الملك الصالح من دمشق في الثالث والعشرين من ذي الحجة؛ وغاظ صلاح الدين ما ف ُعل بأخوة مجدالدين.‏وقال ابن أبي طي الحلبي:‏ لما مات نُور الدين اجتمع أمراء دولته واتفقوا على أن يكونوا في خدمة الملك الصالح،‏ ابننور الدين،‏ وكان يومئذ صبيا،‏ وحلفوا له على منابذة الملك الناصر وقبض أصحابه الذين بالشام،‏ ومصالحة الفرنجوجعلوا ابن المقدم شمس الدين مقدم العساكر؛ وتم ذلك واستقر،‏ وركب الملك الصالح بدمشق وخطب له.‏وكانت الفرنج قد تحركت إلى قصد دمشق فخرج ابن المقدم ونزل على بانياس في عساكر نور الدين،‏ وراسلالفرنج في الهدنة،‏ فأجابوه بعد أن قطعوا قطيعة على المسلمين،‏ فعجل حملها إليهم.‏ وتم أمر الصلح وعادت الفرنجإلى بلادها وابن المقدم إلى دمشق.‏واتصل خبر هذه الهدنة بالملك الناصر،‏ وكان قد خرج من مصر أربع مراحل،‏ فأعظم أمرها وأكبره،‏ واستصغر أمرأهل الشام وعلم ضعفهم.‏ فراسل ابن المقدم وغيره من الأمراء بإنكار ذلك والتوبيخ عليه،‏ وقال في كتابه إلى ابنعصرون:‏ ورد الخبر بصلح بين الفرنج والدمشقيين،‏ و بقية ُ بلاد المسلمين ما دخلت في العقد،‏ ولا انتظمت في سلكهذا القصد،‏ والعدو لهما واحد؛ وصرف مال االله الذي أ ُعد لمغنم الط ّاعة،‏ ومصلحة الجماعة،‏ في هذه المعصية المغضبةالله ولرسوله ولصالحي الأمة،‏ وكان مذخور ا ً لكشف الغمة،‏ فصارعَوْنا؛ وأن أسارى من طبرية وفرساهنا كانتوطأهتم شديدة،‏ وشوكتهم حديدة،‏ دُفعوا في القطيعة،‏ وجعلوا إلى السلم السبب والذريعة.‏ فلما بلغنا هذا الخبر،‏وقفنا به بين الورود والصدر،‏ وإن أتممنا ظ ُن َّ بنا غير مانريد،‏ وإن قعدنا فا لعودّ‏ من بقية الثغور التي لم تدخل في الهدنةغير بعيد،‏ وإن فرّقنا العساكر لدينا فاجتماعها بعد افتراقها شديد.‏ فرأينا أن سيرنا إلى حضرة الأمير شمس الدين أبيالحسن علي وإخوته من يعرفهم قدر خطر هذا الارتباك،‏ وأنه ربما عُجز عن الاستدراك،‏ وأن ا لع دوّ‏ طالب لايغفل،‏و جاد ٌّ لاينكل،‏ وليث لايضيع الفرصة،‏ مج دٌ‏ لايميل إلى الرخصة.‏ فإن كانت الجماعة ساخطين فيظهر أماراتن السخطوالتغيير،‏ ولايمسك في الأول فيعجز عن الأخير،‏ لاسيما ونحن نغار الله ونُغير،‏ ونقصد للمسلمين مانجمع به صلاحالرأي وصواب التدبير.‏ وقد منعنا عساكرنا أن تفترق خوفا أن يقصد العدو ناحية حارم بالمال الذي قويت به قوته،‏وثرت به ثروته،‏ وانبسطت به خطوته؛ فإنه مادام يعلم أنا مجتمعون،‏ وعلى طلبه مجمعون،‏ لايمكنه أن يزايل مراكزه،‏ولايبادر مناهزه.‏قال:‏ وكان متولي قلعة حلب شاذ بخت الخادم النّوري،‏ وكان شمس الدين علي،‏ أخو مجد الدين بن الداية،‏ إليه أمورالجيش والديوان،‏ وإلى أخيه بدر الدين حسن الشحنكية؛ وكان بيده ويد إخوته جميع المعاقل التي حول حلب.‏ فلمابلغ عليا موت نور الدين صعد إلى القلعة،‏ وكان مُق ْعَدا ً،‏ واضطرب البلد،‏ ثم ّ سكنه ابن الخشاب،‏ وكوتب ابن

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!