13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

على المسلمين،‏ وتمكنوا من فرساهنم قتلا وأسرا،‏ واستأصلت السيوف الرجالة،‏ وهم العدد الكثير،‏ فلم يفلت منهمغير عشرة نفر وقيل إن ملكهم لعنه االله فيهم،‏ وقيل إنه في جملة القتلى،‏ ولم يعرف له خبر.‏ ولم يفقد من عسكرالإسلام سوى رجلين أحدها من لأبطال المذكورين قتل أربعة من شجعان الكفرة،‏ وقتل عند حضور أجله إلى رحمةاالله والآخر غريب لا يعرف؛ وكل منهما مض شهيدا،‏ مثابا مأجورا،‏ رحمهما االله وامتلأت أيدي العساكر من خيولهموعددهم،‏ وك ُراعهم وأثاث سوادهم،‏ وحصلت كنيستهم في يد الملك نور الدين بالاهتا المشهورة وكان فتحا مبينا،‏ونصرا عزيزا.‏ ووصلت الأسرى ورءوس القتلى إلى دمشق يوم الأحد تالي يوم الفتح،‏ وقد رتبوا على كل جملفارسين من أبطالهم ومعهما راية من راياهتم منشورة،‏ وفيها من جلود رءوسهم بشعرها عدة.‏ والمقدمون منهم وولاةالمعاقل والأعمال كل واحد منهم على فرس،‏ وعليه الزردية والخوذة،‏ وفى يده رأيه.‏ والرجالة كل ثلاثة وأربعة،‏وأقل وأكثر في حبل وخرج من أهل البلد الخلق الذي لا يحص لهم عدد،‏ من الشيوخ والشبان،‏ والنساء والصبيان،‏لمشاهدة ما منح االله تعالى ذكره،‏ كافة المسلمين من هذا النصر المبين،‏ وأكثروا شكر االله تعالى،‏ والدعاء لنور الدينالمحامي عنهم،‏ والرامي دوهنم،‏ والثناء على مكارمه،‏ والوصف لمحاسنه ونظم في ذلك أبيات في هذا المعنى:‏ما رأينا فيما تقدم يوما ... كامل الحسن غاية في البهاءمثل يوم الفرنج لاحين علتهم ... ذلة الأسر والبلا والفناءوبراياهتم على العيس زفوا...بين ذل وحسرة وعناءعد عز لهم وهيبة ذكر ... في مصاف الحروب والهيجاءهكذا هكذا،‏ هلاك الأعادي ... عند شن الإغارة الشعواءشؤم أخذ الجشار كان وبالا ... عمهم في صباحهم والمساءنقضوا هدنة الصلاح بجهل ... بعد تأكيدها بحسن الوفاءفلقوا بينهم بما كان منهم ... من فساد يجهلهم واعتداءلا حمى االله شملهم من شتهات ... بمواض تفوق حد المضاءفجزاء الكفور قتل وأسر ... وجزاء الشكور خير الجزاءولرب العباد حمد وشكر ... دائم مع تواصل النعماءقال:‏ وشرع نور الدين في قصد أعمالهم لتملكها وتدويخها،‏ واالله المعين والموفق.‏وقال.‏ ابن أبى طي:‏ في سنة اثنتين وخمسين أغارت الفرنج على بلد حمص وحماة،‏ وأفسدوا،‏ وأكثروا العبث؛ واتصلذلك بنور الدين فأهند إليهم عسكرا كثيفا،‏ فأوقع هبم وهزمهم إلى أرض بانياس.‏ وخرج نور الدين حتى نزل علىبانياس وحاصرها،‏ أشد حصار،‏ حتى افتتحها في الثامن والعشرين من ربيع الأول،‏ وأخذ جميع ما كان للفرنج فيها،‏وأنقذ الغنيمة والأساري مع أسد الدين إلى دمشق،‏ وأنفذ معه مقدار ألف رأس.‏ واتصل ذلك بالفرنج،‏ فأهنضت إلىمعارضة أسد الدين قطعة من خيالتها،‏ واتصل هذا بأسد الدين،‏ وقد دهمته الفرنج،‏ قلبي لأمته،‏ وتقدم في جماعة منمماليكه بين يدي العسكر،‏ وأمر الرجال بلقاء الفرج،‏ وناجزهم الحرب،‏ فلم يتماسكوا بين يديه،‏ ورجعوا علىأدبارهم؛ وتبعهم مقدار فرسخين بقتل وبأسر؛ وغنم منهم غنيمة حسنة،‏ وعاد.‏ إلى أصحابه ظافرا،‏ وتوجه في وجهتهمؤيدا.‏فصل

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!