13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

مني كما أستحيي أنا منكم؟ قد أحضر هذا عندي اثنا عشر رجلا وأنا أتغافل لئلا يخجل أحدكم.‏ أتظنون أننيلاأعرفه؟ بلى واالله،‏ وإنما أردت أن يصلكم عطائي بغير مَن ٍ ولاتكدير،‏ فلم تتركوني!‏ليس ا لغبيّ‏ بسي ِّدٍ‏ في قومه ... لكنّ‏ سيد قومه المتغابيقال:‏ وكان يعطي كثير ا ً ويخلع عظيما ً؛ وكان له البلاد الكثيرة،‏ فلم يخلف شيئا ً بل أنفذه جميعا ً في العطايا والإنعامعلى الناس.‏ وكان يلبس الغليظ و يش دّ‏ على وسطه ك ل ّ ما يحتاج إليه من سكين ودرفش ومطرقة ومسلة وخيوطودسترك وغير ذلك.‏ وكان أشجع الناس،‏ ميمون النقيبة،‏ لم تنهزم له راية.‏ وكان يقوم المقام الخطير فيسلم منه بحسننيته وكان تركيا ً أسمر اللون خفيف العارضين قصيرا جدا؛ وبنى مدارس ورُ‏ بطا ً بالموصل وغيرها.‏ وبلغني أنه مدحهالحيص بيص،‏ فلما أراد الإنشاد قال له:‏ أنا لاأدري ما تقول لكن أعلم أنك تريد شيئا ً؛ وأمر له بخمسمائة ديناروأعطاه فرسا ً وخلعة وثيابا ً،‏ يكون مجموع ذلك ألف دينار.‏ قال ومكارمه كثيرة.‏ولما توفي بإربل كان الحاكم هبا خادمه مجاهد الدّين قايماز،‏ وهو المتولي لأمورها.‏ وولى بعد زين الدين ولده مظفرالدين كوكبري مدة ثم فارقها ل ُ خْلِفٍ‏ كان بينه وبين مجاهد الدّين قايماز؛ وجرت أمو رٌ‏ يطول ذكرها.‏ولما فارق زين الدين الموصل استناب أتابك قطب الدين بقلعة الموصل بعده مملوكه فخر الدين عبد المسيح،‏ فسلكغير طريق زين الدين،‏ فكرهه الناس وذ ّموه فلم تَط ُل ْ أيامه:‏ وسيجئ ذكر عزله في أخبار سنة ست وستين إن شاءاالله تعالى.‏ثم دخلت سنة أربع وستين وخمسمائةففي أولها ملك نور الدين رحمه االله تعالى قلعة جعبر،‏ وأخذها من صاحبها شهاب الدين مالك بن عل يّ‏ بن مالكالعقبلي من آل عقيل من بني المسيّب؛ وكانت بيده ويد آبائه من قبله من أيام السلطان ملكشاه،‏ وقد تقدم ذكرذلك.‏ وهي من أمنع الحصون وأحسنها،‏ مطل َّة على الفرات لايطمع فيها بحصار؛ وقد أعجز جماعة من الملوك أخذهامنه،‏ وق ُتِ‏ ل َ عليها عماد الدين زنكي والد نور الدين.‏ثم ّ ا تفق َّ أنه خرج صاحبها منها يوما ً يتصيد،‏ فصاده بنو كلب،‏ فأخذوه أسير ا ً وأوثقوه،‏ وحملوه إلى نورالدين،‏ فتقربوابه إليه،‏ وذلك في رجب من سنة ثلاث وستين؛ فحبسه بحلب وأحسن إليه،‏ ورغبه في الإقطاع والمال ليسلم إليهالقلعة فلم يفعل؛ فعدل به نور الدين إلى الشدة والعنف وهتدده فلم يفعل أيضا ً؛ فسير إليها عسكرا مقدمه الأميرفخر الدين مسعُود بن أبي علي الزعفراني،‏ فحصرها مدة فلم يظفر منها بشئ؛ فأمدهم بعسكر آخر وجعل علىالجميع مجد الدين أبا بكر المعروف بابن الداية،‏ وهو أكبر أمراء نور الدين ورضيعه ووالى معاقله،‏ فأقام عليها وطافحواليها فلم ير له في فتحها مجالا،‏ ورأى أخذها بالحصر متعذرا محالا.‏ فسلك مع صاحبها طريق اللين،‏ وأشار عليهبأخذ العوض من نور الدين؛ ولم يزل يتوسط معه حتى أذعن على أن يعطي سروج وأعمالها والملا ّحة التي في عملحلب والباب وبزاعة وعشرين ألف دينار معجلة؛ فأخذ جميع ما شرطه مكرها في صورة مختار.‏ قال ابن الأثير:‏ وهذاإقطاع عظيم جدا لكنه لاحصن فيه.‏وتسلم مجد الدين قلعة جعبر وصعد إليها منتصف المحرم.‏ ووصل كتابه إلى نور الدين بحلب،‏ فسار إليها وصعدالقلعة في العشرين من المحرم؛ ثم سلمها نور الدين إلى مجد الدين ابن الداية،‏ فولاها أخاه شمس الدين عليا ً.‏ وكانهذا آخر أمر بني مالك،‏ ولكل أمر آخر ولكل ولاية هناية؛ يؤتي االله الملك من يشاء،‏ وينزعه ممن يشاء.‏قال ابن الأثير:‏ بلغني أنه قيل لشهاب الدين أي ُّما أحب إليك وأحسن مقاما ً،‏ أسَرُوج والشام أم القلعة؟ فقال:‏ هذا

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!