13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

والد نورالدين رحمهما االله تع إلى على طريق الاختصار في فصول إلى حين وفاته.‏ ثم نذكر أخبار نور الدين علىترتيب السنين.‏لما قتل قسيم الدولة آق سنقر لم يخلف من الأولاد غير واحد هو عماد الدين زنكي والد نور الدين؛ وكان حينئذصبيا ً له من العمر نحو عشر سنين؛ فاجتمع عليه مماليك والده وأصحابه،‏ وفيهم زين الدين علي،‏ وهو صبي أيضا ً.‏ ثمإن الأمير كربوقا خلص من السجن بعد قتل تاح الدولة سنة تسع وثمانين وأربعمائة،‏ وتوجه إلى حران وقد اجتمعمعه عسكر صالح فملكها.‏ ثم سار إلى نصيبين فملكها،‏ ثم إلى الموصل فملكها وزال عنها علي ابن شرف الدولةالعقلي،‏ وسار نحو ماردين فملكها،‏ وعظم شأنه وهو في طاعة ركن الدولة بكياروق.‏ فلما ملك البلاد أحضر مماليكقسيم الدولة آق سنقر وأمرهم بإحضار عماد الدين زنكي وقال:‏ هو ابن أخي وأنا أولى الناس بتربيته.‏ فأحضروهعنده فأقطعهم الإقطاعات السنية،‏ وجمعهم على عماد الدين زنكي،‏ واستعان هبم في حروبه؛ وكانوا من الشجاعة فيأعلى درجاهتا.‏ فلم يزالوا معه فتوجه هبم إلى آمد،‏ وصاحبها من أمراء التركمان،‏ فاستنجد بمعين الدين سقمان بنأرتق جد صاحب الحصن،‏ فكسرهم قوام الدولة كربوقا.‏ وهو أول مصاف حضره زنكي بعد قتل والده.‏ ولم يزلكربوقا إلى أن توفى سنة أربع وتسعين وأربعمائة.‏ وملك بعده موسى التركماني فلم تطل مدته وقتل.‏ وملك الموصلشمس الدولة جكرمش،‏ وهو أيضا ً من مماليك السلطان ملكشاه،‏ فأخذ زنكي وقربه وأحبه واتخذه ولدا لمعرفته بمكانةوالده،‏ فبقى معه إلى أن قتل سنة خمسمائة.‏ فلا جرم أن زنكي رعى هذا لجكرمش لما ملك الموصل وغيرها منالبلاد،‏ فإنه أخذ ولده ناصر الدين كورى فأكرمه وقدمه وأقطعه إقطاعا كبيرا ً،‏ وجعل منزلته أعلى المنازل عنده،‏واتخذه صهر ا ً.‏ ثم ملك الموصل بعد جكرمش جاولى سقاوه فاتصل به عماد الدين زنكي وقد كبر وظهرت عليهأمارات السعادة والشهامة،‏ ولم يزل معه حتى عصى على السلطان محمد.‏ وكان جعاولى قد عبر إلى الشام ليملكه منالملك فخر الملك رضوان،‏ فأرسل السلطان إلى الموصل الأمير مودودا وإقطعه إياها سنة اثنتين وخمسمائة.‏ فلما اتصلالخبر.‏ بجاولى فارقه زنكي وغيره من الأمراء.‏ فلما استقر مودود بالموصل واتصل به زنكي أكرمه وشهد معه حروبه؛فسار موعود إلى الغزاة بالشام،‏ ففتح في طريقه قلاعا لهم منها شبخنان كانت للفرنج وقتل من كان هبا منهم.‏ ثمسار إلى الرها فحصرها،‏ ولم يفتحها،‏ فرحل وعبر الفرات،‏ فحصر تل باشر خمسة وأربعين يوما؛ ثم سار إلى معرةالنعمان فحصرها،‏ ثم حضر عنده أتابك طغتكين صاحب دمشق فسفارا إلى طبرية وحاصراها وقاتلاها،‏ قتالا شديدا ً،‏وظهر من أتابك زنكي شجاعة لم يسمع بمثلها.‏ منها أنه كان.‏ في نفر وقد خرج الفرنج من البلد،‏ فحمل عليهم هوومن معه،‏ وهو يظن أهنم يتبعونه،‏ فتخلفوا عنه وتقدم وحده وقد اهنزم من بظاهر البلد من الفرنج فدخلوا البلدووصل رمحه إلى الباب فأثر فيه وقاتلهم عليه،‏ و بقى ينتظر وصول من كان معه،‏ فحيث لم ير أحدا حمى نفسه وعادسالما؛ كافعب لناس من إقدامه أولا ومن سلامته آخرا.‏ ثم التقى.‏ الجمعان فهزم الفرنج،‏ لعنهم االله،‏ ووصلوا إلىمضيق دون طبرية فاحتموا به،‏ وجاءهتم نجدة فأذن الأمير مودود العسكر في الرجوع إلى بلادهم والاجتماع إليه فيالربيع.‏ فلما تفرقوا دخل دمشق وأقام هبا.‏ فخرج يوما يصلي الجمعة؛ فلما صلاها وخرج إلى صحن الجامع ويدهبيد طغتكين وثب عليه إنسان فضربه بسكين معه فجره أربع جراحات،‏ وكان صائما،‏ فحمل إلى دار طغتكينواجتهد به ليفطر فلم يفعل وقال:‏ لا لقيت االله إلا صائما،‏ فإننى ميت لا محالة سواء افطرت أو صمت.‏ وتوفى فيبقية يومه رحمه االله؛ فقيل إن الباطنية بالشام خافوه فقتلوه،‏ وقيل بل خافه طغتكين فوضع عليه من يقتله.‏ وكان خير ا ًعادلا كل حسن السيرة.‏ قال ابن الأثير:‏ فحدثنى والدي رحمه االله قال:‏ كتب ملك الفرنج إلى طغتكين:‏ إن أمةقتلت عميدها في يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على االله أن يبيدها.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!