13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

وفي عاشر رمضان سنة خمس وثمانين قتل الوزير نظام الملك أبوعلي الحسن بن علي ابن اسحق،‏ قتله صبي ديلمي بعدالإفطار وقد تفرق عن طعامه الفقهاء والأمراء والفقراء وغيرهم من أصناف الناس؛ وحمل في محفة لنقرس كان به إلىخيمة الحرم فلقيه صبي ديلمي مسغيثا به فقربه منه ليسمع شكواه فقتله،‏ وق ُيل الصبي أ يضا ً.‏ فعدمت الدنيا واحدهاالذي لم تر مثله.‏ وكان تلك الليلة قد حكى له بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى االله عليه وسلم في المنام كانه أتاهوأخذه من محفته فتبعه؛ فاستبشر نظام الملك بذلك وأظهر السرور به وقال:‏ هذا أبغي و إياه أطلب.‏ و بلغ من الدنيامبلغا ً عظيا لم ينله غيره.‏ وكان عالما فقيها ً دينيا ً خير ا ً متواضعا عادلا،‏ يحب أهل الدين ويكرمهم و يجزل صلاهتم.‏وكان أقرب الناس منه وأحبهم إليه العلماء؛ وكان يناظرهم في المحافل ويبحث عن غوامض المسائل لأنه اشتغلبالفقه في حال حداثته مدة.‏ وأما صدقاته ووقوفه فلا حد،‏ عليها،‏ ومدارسه في العلم مشهورة لم يخل بلد منها،‏ حتىجزيرة ابن عمر التي هي في زاوية من الأرض لا يؤبه له بنى فيها مدرسة كبيرة حسنة،‏ وهي التي تعرف الآن بمدرسةرضى الدين.‏ واعماله الحسنة وصنائعه الجميلة مذكورة في التواريخ،‏ لم يسبقه من كان قبله،‏ ولا أدركه.‏ من كانبعده.‏ وكان من جملة عباداته أنه لم يحدث إلا توضأ ولا توضأ إلا صلى.‏ وكان يقرأ القرآن حفظا ويحافظ علىأوقات الصلوات محافظة لا يتقدمه،‏ فيها المتفرغون للعبادة،‏ حتى إنه كان إذا غفل المؤذن أمره بالأذان؛ وإذا سمعالأذان أمسك عن كل ما هو فيه واشتغل بجإبته ثم بالصلاة.‏ وكان قد وزر للسلطان عضد الدولة ألب أرسلانوالدملكشاه قبل أن يلي السلطنة،‏ في حياة عمه السلطان طغرلبك أول الملوك السلجوقية ببغداد.‏ فلما توفىطغرلبك سعى نظام الملك في أخذ السلطنة لصاحبه ألب أرسلان،‏ وقام المقام الذي تعجز عنه الجيوش الكثيرة،‏واستقرت السلطاة له.‏ و بقى معه إلى أن توفى،‏ ثم وزر بعده لولده السلطان ملكشاه إلى أن قتل.‏ وكان قد تحكمعليه إلى حد لا يقدر السلطان على خلافه لكثرة مماليكة ومحبة العساكر له والأمراء،‏ وميل العامة والخاصة إليهلحسن سيرته وعدله.‏ هذا كلام أبى ابن الأثير.‏وقرأت في كتاب المعارف المتأخرة ويسمى عنوان السير لمحمد بن عبد الملك ابن إبراهيم الهمداني قال:‏ وزر نظامالملك أبو علي الحسن بن علي بن اسحق الطوسي السلطان ألب أرسلان وولده السلطان ملكشاه أر بعا ً وثلاثينسنة،‏ وقتل بالقرب من هناوند وعمره ست وسبعون سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوما؛ اغتاله أحد الباطنية وقدفرغ من فطوره.‏ قال:‏ وقيل إن السلطان ملكشاه ولف عليه من قتله لانه سئم طول عمره.‏ ومات بعده بشهروخمسة أيام.‏ وقد تقدم نظام الملك في الدنيا التقدم العظيم،‏ وأفضل على الخلق الإفضال الكريم،‏ وعم الناس بعروفه،‏وبنى المدارس لأصحاب الشافعي" رضي االله عنه " ووقف عليهم الوقوف،‏ وزاد في الحلم والدين على من تقدمهمن الوزراء،‏ ولم يبلغ أحد منهم منزلته في جميع أموره.‏ وعبر جيحون فوقع على العامل بأنطاكية بما يصرف إلىالملاحين،‏ وملك من الغلمان الأثراك ألوفا؛ وكان جمهور العساكر وشجعاهنم وفتاكهم من مماليكه.‏قلت:‏...وأنشد أبو سعد السمعاني في ذيل تاريخ بغداد وقال:‏ أنشدني عمي الإمام أبو القاسم أحمد بن منصورالسمعاني غير مرة من لفظه للأمير شبل الدولة،‏ يعني مقاتل ابن عطية بن مقاتل التكريتى:‏كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ثمينة صاغها.‏ الرحمن من شرفعزّت ولم تعرف الأيام قيمتهافصل...فردّها غيرة منه إلى الص َّدب

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!