13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

يقصدهم الملك العادل نور الدين وقد ضعفوا وفنى أبطالهم،‏ فيملك بلادهم،‏ ويفني من بقي منهم.‏ وواالله لو أطاعنيهؤلاء،‏ يعني أصحابه،‏ لخرجت إليكم أول يوم،‏ لكنهم امتنعوا.‏ فصل ّب الفرنجي على وجهه وقال:‏ كنا نعجب منفرنج هذه الديار ومبالغتهم في صفتك وخوفهم منك،‏ والآن قد عذرناهم؛ ثم رجع عنه.‏ وسار شيركوه إلى الشاموعاد سالما ً.‏وقال العماد الكاتب:‏ وصل شاور إلى نور الدين ملتجئا ً،‏ فألفاه على عدوه مقدما ً مشكيا ً،‏ وسيّر معه أسد الدينعلى قرار عيّنه،‏ وأمر بينّه،‏ وبُغية يدركها،‏ وخطة يملكها،‏ ومَحج َّة واضحة في الملك يسلكها؛ فمضى معه ونصره،‏وأصفى له مشرعه،‏ واسترد له موضعه،‏ وأظهره بعل ّوه،‏ وأظفره بعدوع؛ فلما باد خصمه،‏ بدا وصمه،‏ وغدر بعهده،‏وأخلف في وعده.‏...وكان قد راسل الفرنج وهاداهم في حرب الإسلام،‏ فوصلوا؛ فتحصن شيركوه ومن معه بمدينة بلبيس،‏ فحاصرهشاور بدنود مصر والفرنج ثلاثة أشهر،‏ من مستهل رمضان إلى ذي الحجة.‏ فبذلوا له قطيعة فانصرف عنهم،‏ وعادإلى الشام وفي قلبه من شر شاور الإحن،‏ وكيف تمت بغدره تلك المحن.‏قلت:‏ وقد أشار إلى ذلك عُمارة في قوله في مدح شاور،‏ وذكر الإفرنج،‏ فقال:‏وأنفذت من مصر ع دو اًّ‏ بمثله فلله من ظفر فللت ونابصدمت جموع الكفر والشام صدمةوقد جرّدت أجناد مصر عزائما ًتول ّوا عن الإفرنج فادح ثقلهاأقامت دروع الجند تسعين ليلة............أقمت هبا للقوم سوق ضرابمضارهبا في الصخر غير نوابيودارت رحاها منهم هبضاب... ثيابا ً لهم،‏ ما بدُلت بثيابوهم بين مطروح هناك وطارح ... وبين مصيب خصمه ومصابوقال القاضي ابن شداد:‏ سار أسد الدين إلى مصر،‏ واستصحب معه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب،‏وجعله مقدم عسكره وصاحب رايه وكان لايفصل أمر ا ُ ولايقرر حالا إلا بمشورته ورأيه،‏ لما لاح له منه من آثارالإقبال والسعادة،‏ والفكرة الصحيحة،‏ واقتران النصر بحركاته وسكناته.‏ فساروا حتى وصلوا مصر،‏ وشاور معهم؛وكان لوصولهم إلى مصر وقع عظيم؛ وخافه أهل مصر،‏ ونصر شاور ا ً على خصمه،‏ وأعاده إلى منصبه ومرتبته،‏ وقررقواعده،‏ وشاهد البلاد وعرف أحوالها،‏ وعلم أهنا بلاد بغير رجال،‏ تمشي الأمور فيها بمجرد الإيهام والمحال.‏وكان ابتداء رحيله عنها متوجها ً إلى الشام في السابع من ذي الحجة،‏ فأقام بالشام مد بر ا ً لأمره،‏ مفكر ا ً في كيفيةرجوعه إلى البلاد المصرية،‏ محد ثا ً بذلك نفسه،‏ مقرر ا ً لقواعد ذلك مع نور الدين،‏ إلى سنة اثنتين وستين.‏قلت:‏ ولفعل شاور ما فعل مع أسد الدين وصفه الشعراء بالغدر،‏ ووقعوا فيه قبل قتله وبعده،‏ على ما سنذكره؛وبقي مت خوفا ً من أسد الدين.‏ فقال عرقلة الكلي من جملة قصيدة له:‏وهل ه مّ‏ يوما ً شيركوه ب ِجل ِّق إلأى الصّيد إلا ارتاع في مصر شاورهو الملك المنصور،‏ والأسد الذي ... شذى ذكره في الشرق والغرب سائروفيها في ذي الحجة احترقت جيرون بعد رجوع أسد الدين إلى دمشق،‏ فقال العرقلة يمدحه ويذكر ذلك:‏جار صرف الردى على جيرونأصبحت جنة وأمست ج حيما ً......وسقى أهلها كئوس المنونتتل َّظى بكل قلب حزينحبذا حصنُها الحصين،‏ لقد كا ... ن جمالا لكل حصن حصين

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!