13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

منتصف ربيع الأول.‏وخي َّم نور الدين فيمن أفام برأس الماء،‏ وأقام ينتظر ورود المبشرات؛ فوصل المبشر برحيل الفرنج عن القاهرةعائدين إلى بلادهم لما سمعوا بوصول عسكر نور الدين،‏ وسب َّ الملك كل من أشار عليه بقصد مصر؛ وأمر نورالدين بضرب البشائر في سائر بلاده،‏ وبث رسله إلى الآفاق بذلك.‏وقال القاضي أبو المحاسن:‏ لقد قال لي السلطان،‏ يعني صلاح الدين:‏ كنت أكره الناس للخروج في هذه الدفعة،‏ وماخرجت مع عمي باختياري.‏ قال:‏ وهذا معنى قوله سبحانه وتعالى:‏ ‏(وَعَسَى أ َن ْ تَك ْرَهُو ا شَيْئا ً وَهُو خَيْرٌ‏ ل َك ُمْ).‏ وقالابن الأثير:‏ أحب نور الدين مسير صلاح الدين وفيه ذهاب بيته،‏ وكره صلاح الدين المسير وفيه سعادته وملكه.‏حُكى لي عنه أنه قال:‏لما وردت الكتب من مصر إلى الملك العادل نور الدين رضي االله عنه،‏ مستصرخينومستنجدين،‏ أحضرني وأعلمني الحال،‏ وقال تمضي إلى عمك أسد الدين بحمص مع رسولي إليه يأمره بالحضور،‏وتحثه أنت على الإسراع فما يحتمل الأمر التأخير.‏ قال ففعلت.‏ فلما فارقنا حلب على ميل منها لقيناه قادما ً في هذاالمعنى؛ فقال له نور الدين:‏ تجهز للمسير،‏ فامتنع خوفا ً من غدرهم أولا،‏ وعدم ما ينفقه في العساكر ثانيا ً،‏ فأعطاه نورالدين الأموال والرجال،‏ وقال له:‏ إن تأخرت أنت عن المسير إلى مصر فالمصلحة تقتضي أن أسير أنا بنفسي إليها،‏فإننا إن أهملنا أمرها ملكها الفرنج،‏ ولايبقى لنا معهم مقام بالشام وغيره.‏ قال فالتفت إلي َّ عمي أسد الدين وقال:‏تجهز يا يوسف.‏ قال:‏ فكأنما ضرب قلبي بسكين!‏ فقلت:‏ واالله لو أعطيت ملك مصر ماسرت إليها،‏ فلقد قاسيتبالإسكندرية من المشاق ما لاأنساه أ بد ا ً.‏ فقال عمي لنور الدين:‏ لابد من سيره معي،‏ فترسم له.‏ فأمرني نور الدينوأنا استقيله.‏ فانقضى اجمللس،‏ ثم جمع أسد الدين العساكر من التركمان وغيرهم ولم يبق غير المسير،‏ فقال لي نورالدين:‏ لابد من مسيرك مع عمك.‏ فشكوت إليه الضائقة وقلة الدواب وما أحتاج إليه؛ فأعطاني ما تجهزت به،‏وكأنما أساق إلى الموت.‏ وكان نور الدين مهيبا ً مخوفا ً مع لينه ورحمته،‏ فسرت معه.‏ فلما أستقر أمره وتوفي،‏ أعطانياالله من ملكها مالا كنت أتوقعه.‏قلت:‏ وحرضه أ يضا ً حسان العرقلة بأبيات من شعره من جملة قصيدة مدحه هبا.‏ قال:‏وهل أخشى من الأنواء بخلافتى للدين لم يبرح صلاحالئن أعطاه نور الدين حصنا ًإلى كم ذا التواني في دمشق......... إذا ما يو سفٌ‏ بالمال جادا.........وللأعداء لم يبرح فسادافإن االله يعطيه البلاداوقد جاءتكم م صرٌ‏ هتادىيصيد المعتدين ولن يصاداعروس بعلها أسد هزبر وراء لوائه تلقوا رشاداألا يا معشر الأجناد سيروا فما كل امرئ صلى مع النا ... س مأموما ً كمن صلى فرادافلما سار صلاح الدين إلى مصر عبر العرقلة على داره،‏ فوجدها مغلقة،‏ فقال:‏عبرت على دار الصلاح وقد خلت من القمر الوضاح والمنهل العذبفو االله لولا سرعة ٌ مثل عزمه...... لغر َّقها طرفي وأحرقها قلبييقول فيها:‏الناصر الملك الموفى بذمته ... ومن ندى كفه يغني عن الديمومن إذا جرد البيض الصوارم في ال ... هيجاء أغمدها في البيض والقمم

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!