13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

في توّجه صلاح الدين إلى دمشق ودخوله إليها في يوم الاثنين آخر شهر ربيع الأول.‏قال العماد:‏ لم ّا خلا باله مما تقدم ذكره تجهز لقصد الشام،‏ فخرج إلى البركة مستهل صفر،‏ وأقام حتى اجتمعالعسكر؛ ثم رحل إلى بلبيس ثالث عشر ربيع الأول.‏ وكانت رسل شمس الد ِّين صاحب بصرى صديق ابن جاوليوشمس الدّين بن المقدم عنده،‏ تَسْتَورى في الحث والبعث زنده،‏ وتستقدمه وجنده؛ وسار على صَدْر وأيْلة ووصلالسيّر بالس ُّرى،‏ حتى أناخ على بصرى،‏ بصير ا ً بالعلا نصيرا للهدى،‏ فاستقبله صاحب بصرى وشد أزره،‏ وسدّدأمره؛ واستضاف إلى بصرى صرخد،‏ وتفرد بالسبق إلى الخدمة وتو َّحد.‏وسار في الخدمة معه إلى الكسوة،‏ وبكر صلاح الدّين يوم الاثنين انسلاخ الشهروسار في موكب قوى بالعددوالعدد،‏ وحسب أن يمتنع عليه البلد،‏ وأن الأطراف توثق،‏ والأبواب تغلق،‏ فأقبل وهو يسوق،‏ وإقباله يشوق،‏ حتىدخل دمشق وخرقها،‏ وكان االله تعالى له خلقها؛ ودخل إلى دار العقيقي مسكن أبيه،‏ وبقي جمال الدين ريحان الخادمفي القلعة على تأب ِّيه،‏ فراسله حتى استماله،‏ وأغزر له نواله،‏ وتملك المدينة والقلعة.ونزل بالقلعة سيف الإسلام أخوالسّلطان صلاح الدين،‏ وملك ابن المق ّدم داره وكل ما حواليها،‏ وبذل له طلبته التي أشار إليها ونص عليها؛ وأظهرصلاح الدين أنه جاء لتربية الملك الصالح،‏ وحِف ْظ مَال َه من المصالح،‏ وتدبير ملكه،‏ فهو أحقّ‏ بصيانة حق ّه.‏واجتمع به أعياهنا،‏ وخلص لولاية إسرارها وإعلاهنا،‏ وأصبح وهو سلطاهنا.‏ وزاره القاضي كمال الدين بنالشهرزوري فوفاه حق ّه من الاحترام،‏ ووف ّر له حظ التبجيل والإعظام.‏بعضها:‏ "ونفذت الكتب بالأمثلة الفاضلية إلى مصر،‏ هبذا الفتح والنصر،‏ وفي يوم وصولنا إلى بصرى وقبله وفدتوهاجرت،‏ وتزاحمت وتكاثرت،‏ وتوافت،‏ الأمراء،‏ والأجناد الأتراك،والأكراد،والعربان،‏ ورجال الأعمال،‏ وأعيانالرجال.‏ وورد كتاب من دمشق بعد كتاب،‏ وك ل ٌّ مخبر وذاكر،‏ وهو غائب بكتابه حاضر،‏ يذكر أن البلاد ممكنةالقياد،‏ مذعنة إلى المراد.‏ وأمّا الفرنج،‏ خذلهم االله،‏ فإنا في هذه السفرة المباركة نزلنا في بلادهم نزول المتحكم،‏ وأقمناهبا إقامة الحاضر المتخير،‏ وأدلجنا وعيوهنم متناومة،‏ وحُزْنا وأنوفهم راغمة،‏ ووطئنا ورقاهبم صغر،‏ ومررنا وعيشهممر؛ واالله يزيدهم ذلا ً،‏ ويجعل عداوة الإسلام في صدورهم غِلاًّ،‏ وفي أعناقهم غ ُ لاًّ‏. "وفي كتاب آخر:‏ " وكان رحيلنا من بصرى يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ربيع الأول،‏ وقد توجه صاحبها بينأيدينا قائما بشروط الخدمة ولوازمها.‏ ثم لقينا الأجل ناصر الدين،‏ ابن المولى أسد الدين شيركوه رحمة االله عليه وأدامنعمته،‏ والأمير سعد الدين ابن أثر،‏ في يوم السبت السابع والعشرين.‏ ونزلنا يوم الأحد بجسر الخشب والأجنادالدمشقية إلينا متوافية،‏ والوجوه على أبوابنا مترامية،‏ ولم يتأخر إلا من أبقى وجهه وراقب صاحبه،‏ ومن اعتقدبالقعود أنه قد نظر لنفسه في العافية.‏ ولما كان يوم الاثنين الناسع والعشرين من الشهر ركبنا على خيرة االله تعالى،‏وعرض دون الدخول عدد من الرجال فدعستهم عساكرنا المنصورة وصدمتهم،‏ وعرفتهم كيف يكون اللقاءوعلمتهم.‏ ودخلنا البلد واستقرت بنا دار والدنا رحمة االله عليه قريرة عيوننا،‏ مستقرا سكون الرعية وسكوننا،‏وأذعنا في أرجاء البلد النداء بإطابة النفوس وإزالة المكوس.‏ وكانت الولاية فيهم قد ساءت وأسرفت،‏ واليد المتعديةقد امتدت إلى أحوالهم وأجحفت،‏ فشرعنا في امتثال أمر الشرع برفعها،‏ وإعفاء الأمة منها بوضعها.‏قال ابن الأثير:‏ لما خاف من دمشق من الأمراء أن يقصدهم كمشتكين والملك الصالح من حلب فيعاملهم بما عاملبه بني الداية راسلوا سيف الدين غازي ليسلموها إليه فلم يجبهم،‏ فحملهم الخوف على أن راسلوا صلاح الدينيوسف بن أيوب بمصر؛ وكان كبيرهم في ذلك شمس الدين بن المقدم،‏ ومن أشبه أباه فما ظلم.‏ فلما أتته الرسل لميتوقف وسار إلى الشام،‏ فلما وصل دمشق سلمها إليه من هبا من الأمراء،‏ ودخلها و ايتقرّ‏ هبا،‏ ولم يقطع خطبة الملك

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!