13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

فلما قتل الأمير مودود أقطع السلطان البلاد،‏ الموصل وغيرها،‏ للأمير جيوش بك وسير معه ولده الملك مسعود إلىالموصل.‏ ثم إنه جهز آق سنقر البرسقي في العساكر وسيره إلى قتال الفرنج،‏ وكتب إلى عساكر الموصل وغيرهايأمرهم بالمسير معه فساروا،‏ وفيهم عماد الدين زنكي،‏ وكان يعرف في عساكر العجم بزنكي الشامي.‏ فسارالبرسقي إلى الرها في خمسة عشر ألف فارس،‏ فحصرها وقاتل من هبا من الفرنج والأرمن،‏ وضاقت الميرة عنالعسكر فرحل إلى سميساط،‏ وهي أيضا ً للفرنج،‏ فأخرب بلدها و بلد سروج وعاد إلى شبختان فأخرب ما فيهللفرنج.‏ وأببلى زنكي في هذه المواقف كلها بلاء حسنا؛ ثم عادت العساكر تتحدث بما فعله،‏ وعاد البرسقي إلىبغداد،‏ وأقام زنكي بالموصل مع الملك مسعود والأمير جيوش بك إلى سنة اربع وعشرين وخمسمائة،‏ وقد علا قدرهوظهر اسمه.‏فصلوفي سنة إحدى عشرة وخمسمائة ولد الولك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه االله تعالى.‏ وفيها غرقت سنجارمن سيل المطر وهلك منها خلق كثير.‏ ومن أعجب مايحكى أن السيل حمل مهد ا ً فيه طفل فعلق المهد في شجرةونقص الماء فسلم ذلك الطفل وغرق غيره من الماهرين بالسباحة.‏ وفيها أيضا زلزلت إربل وغيرها من البلاد اجملاورةلها زلزلة عظيمة.‏ وفيها في الرابع والعشرين من ذى الحجة توفى السلطان غياث الدين محمد ابن ملكشاه وعمرهسبع وثلاثون سنة وأربعة أشهر وستة أيام.‏ وأول ما خطب له ببغداد في ذى الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة،‏وقطعت خطبته عدة مرار،‏ ولقى من المشاق والأخطار ما لم يلقه أحد إلى أن توفى أخوه يكياروق،‏ فحينئذ صفت لهالسلطنة واستقرت له،‏ ودانت البلاد وأصحاب الأطراف لطاعته.‏ وكان اجتماع الناس عليه بعد موت أخيه اثنتيعشرة سنة وستة أشهر.‏ وكان عادلا حسن السيرة شجاعا،‏ وأطلق المكوس والضرائب في جميع البلاد.‏ ومن عدلهأنه اشترى عدة مماليك من بعض التجار وأمر أن يوفى الثمن من عامل خوزستان،‏ فأوصل إليه البعض ومطل بالباقي.‏فحضر التاجر مجلس الحكم وأخذ غلام الحاكم ووقف بطريق السلطان واستغاث إليه،‏ فأمر من يستعلم عن حاله،‏فعاد الحاجب وأعلم السلطان حاله،‏ ف َعَظ ُم عليه وضاق صدره وأمر في الحال أن يحضر عامل خوزستان ويلزم بمالالتاجر.‏ ثم إنه ندم على تأخره عن مجلس الحكم.‏وكان يقول كثير ا ً:‏ لقد ندمت على تركي حضور مجلس الحكم ولوفعلته لا قتدى بي غيري ولم بمتنع أحد عن أداء الحق.‏ قال ابن الأثير:‏ وهذه الفضيلة ذخرها االله تعالى لهذا البيتالأتابكى،‏ فإن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي فعل ما ندم السلطان محمد على تركه.‏ وقد تقدم ذلك.‏ لماعلم الأمراء وغيرهم من خلق السلطان محبة العدل وأداء الحق وكراهية الظلم ومعاقبة من يفعله اقتدوا به فأمنالناس وظهر العدل.‏وولى بعد السلطان محمد ولده محمود،‏ وعمر يومئذ أربع عشرة سنة،‏ فقام بالسلطنة وجرى بينه وبين عمه سنجرحرب اهنزم فيها محمود وعاد إلى عمه بغير عهد فأكرمه وأقطعه من البلاد من حد خراسان إلى الداروم بأقصىالشام.‏ وهي من الممالك هدان وأصبهان و بلد الجبال جميعه و بلاد فارس وكرمان وخوزستان والعراق وآذربيجانوأرمينية وديار بكر وبلاد الموصل والجزيرة وديار مضر وديار ربيعة والشام وبلد الروم الذي بيد قليج أرسلان ومابين هذه المالك من البلاد.‏ قال ابن الأثير:‏ ورأيت منشوره بذلك.‏وفي سادس عشر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وخمسمائة توفى الإمام المستظهرباالله أمير المؤمنين ابو العباس أحمد بنالمقتدي بأمر االله.‏ وكان عمره إحدى واربعين سنة وستة أشهر وستة أيام،‏ وخلافته أربع وعشرون سنة وثلاثة أشهر

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!