13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ولم يزل منازلا لحلب إلى انسلاخ سنة إحدى وسبعين وخمسمائة؛ ثم كان ما سيأتي ذكره.‏فصل في بواقي حوادث هذه السنة ودخزل قرقوش إلى المغربقال العماد:‏ وفي سابع شوّال وصل أخو السلطان شمس الدولة من اليمن إلى دمشق.‏وذكر ابن شداد أنه قدم في ذي الحجة.‏قلت:‏ ولم ّا سمع السلطان بقدُومه أرسل إليه بالمثال ا لفا ضليّ‏ كتابا أوّله:‏ ‏(أ َنا يُوسُفُ‏ وَهَذ ا أ َخي ق َدْ‏ مَن َّ ا اللهُ‏ عَل ْنَا).‏وقال في آخره:‏ ولقد أحسن عدنان المبشر إذ ْ طلع علينا طلوع الفجر قبل شمسه،‏ وغرس في القلوب ما يسرّناويسرّه جنى غرسه.‏قال ابن أبي طيّ:‏ كان سبب خروجه من اليمن كراهية البلاد،‏ والشّوق إلى أخيه الملك الناصر،‏ وأن يرى ملوكالشام وغيرها.‏ وأمر للعساكر بما أنعم االله به عليه من النّعم والأموال.‏قال:‏ وحكى أنه لما تحدّث الناس بخروج شمس ال دّولة من اليمن كان باليمن رجل يقال له عباس،‏ وكان صهر ياسربن بلال الحبشي صاحب عدن،‏ وكان بين عباس وياسر عداوة،‏ فافتعل عباس كتابا ً على لسان ياسر وزوّر عليهعلامته إلى زيد بن عمرو بن حاتم صاحب صنعاء يقول فيه:‏ إن شمس الدولة سائر إلى أخيه الملك الناصر إلى الشام،‏وسبب خروجه ضعفه عن اليمن؛ فأمسكوا ما كنتم تحملون إليه من الأتاوة والرشوة ويبقى لكم.‏ واحتال حتّىوصل الكتاب إلى شمس الدولة،‏ وكان نازلا على حصن يعرف بالخضراء يحاصره.‏فلما وقف شمس الدولة على الكتاب استدعى ياسر ا ً وقال له:‏ هذا خطك وعلامتك؟ قال:‏ كأنه هو.‏ قال:‏ فبأي شئاستحققت منك هذا وقد قرّبت منزلتك،‏ وأبقيت عليك بلادك،‏ ورفعت بضبعك على أهل إقليمك.‏ وأراه الكتاب.‏فلما وقف عليه ياسر حلف أنه ماكتبه،‏ ولايعرفه،‏ ولااملاه لأحد،‏ ولم يعلم خبره.‏ فلم يصدقه شمس الدولة،‏ وأمر بهفقتل صبر ا ً بين يديه.‏ فهاب شمس الدولة ملوك اليمن وحملوا إليه الأموال وحلفوا له على الطاعة.‏ثم إن شمس الدولة خرج إلى هتامة وتوجه إلى الشام واستخلف على هتامة سيف الدولة مبارك بن كامل بن منقذ؛وعثمان بن علي الزنجيلي على عدن؛ وتوجه إلى حضرموت ففتحها،‏ واستناب عنه هبا رجلا كرديا يسمى هارون،‏وكان مقامه بشبام واستمرّ‏ الكردي هبا مدة.‏ثم أن صاحب حضرموت تحرّك وجمع،‏ فقتل،‏ وعاث هارون في تلك البلاد واستقام أمره.‏ وولي ّ شمس الدولة ثغر تعزّ‏مملوكه وجعل إليه أمر الجند،‏ وولى ّ قلعة بعكر مملوكه قايماز.‏قال:‏ وكان وصول شمس الدولة إلى السلطان قبل وقعة المواصلة وكسرهتم،‏ وكان شمس الدولة سبب الظفر،‏ وأعطاهالسلطان سرادق سيف الدين صاحب الموصل بما فيه من الفرش والأثاث والالات،‏ وولاه دمشق وأعمالها والش َّام،‏وأمره أن يكون في وجه الفرنج لأن السلطان خاف من الحلبيين أن يكاتبوا الفرنج كعادهتم.‏قال:‏ وفيها قتل صدّيق بن جولة صاحب بُصرى وصَرْخد،‏ قتله ا بنُ‏ أخيه،‏ وملك بعدهُ‏ بُصْرى وصرخد شهورا،‏فكاتبه شمس الدولة أخو السلطان وحلف له على مايريده من إقطاع؛ واقترح شمس الدولة أن يكتب هو مايريدهليحلف عليه،‏ فأنفذ من بُصْرى نسخة يمين كتبها قاضي بصرى،‏ وكان قليل المعرفة بالفقه والتصرّف في القول،‏ فلميستقص فيها وجوه التأويل.‏ فلما استوثق هبا من شمس الدولة وخرج إليه تأو َّل عليه شمس الدولة في اليمين وقبضه،‏ثم أقطعه عشرين ضيعة،‏ ثم أخذها منه بعد أيام.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!