13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

صبحوها بالغارة.‏ فلما رأى الشهيد الحال هكذا أنف منهم،‏ وعلم أنة لا ينال منها غرضا ما دام جوسلين هبا.‏ فأخذفي إعمال الحيل والخداع،‏ لعل جوسلين يخرج منها إلى بعض البقاع.‏ فتشاغل عنها يقصد ما جاورها من ديار بكرالتي بيد الإسلام كحاني وجبل جور وآمد؛ فكان يقاتل من هبا قتالا فيه إبقاء،‏ وهو يُسر حشوا في ارتغاء،‏ فهويخطبها وعلى غيرها يحوم،‏ ويطلبها وسواها يروم.‏ وكل هبا من يخبره بخلو عرينها من آساده،‏ وفراغ حصنها منأنصاره وأجناده.‏ فلما رأى جوسلين اشتغال الشهيد بحرب أهل ديار بكر ظن أنه لا فراغ له إليه،‏ وأنه لا يمكنهالإقدام عليه.‏ ففارق الرها،‏ إلى بلاده الشامية،‏ ليلاحظ أعماله،‏ و يتعهد ذخائره وأمواله.‏ فأقبل الشهيد مسرعابعساكر.‏ إلى الرها.‏ثم وصف ابن الأثير الجيش.‏ وأنشد:‏...بجيش ٍ جاش بالفرسان حتى ظننت البر بحرا من سلاحو ألسنهٍ‏ من العَذبات حمر ... تخاطبنا بأفواه الرياحوأروع جيشه لي ل ٌ هبم...صفوح عند قدرته ولكنوكان ثباته للقلب قلبا......وغرته عمود للصباحقليل الصفح ما بين الص ِّفاحوهيبته جناحا ً للجناحوألح الشهيد في حصا ًرها فملكها عنوة،‏ فاستباحها،‏ ونكس صلباهنا،‏ وأبباد ق ُسُوسها ورهباهنا،‏ وقتل ش جعاهنا ًوفرساهنا،‏ وملأ الناس أيديهم من النهب والسبي ثم إنه دخل البلد فراقه،‏ فأنف لمثله من الخراب.‏ فأمر بإعادة ما أخذمن أثاث ومال وسبى ورجل،‏ وجوار وأطفال،‏ فردوا عن أخرهم،‏ لم يفقد منهم إلا الشاذ والنادر؛ فعاد البلد عامر ا ًبعد أن كان داثرا ً.‏ ثم رتب البلد وأصلح من شأنه،‏ وسار عنه فاستولى على ما كان بيد الفرنج من المدن والحصونوالقرايا،‏ كسروج وغيرها،‏ وأخلى ديار الجزيرة من معرة الفرنج وشرهم،‏ وأصبح أهلها بعد الخوف آمنين.‏ وكانقتحا عظيما طار في الآفاق ذكره،‏ وطلب هبا نشره،‏ وشهده خلق كثير من الصالحين والأولياء.‏قال ابن الأثير:‏ حكى لي جماعة أعرف صلاحهم أهنم رأوا،‏ يوم فتح الرها الشيخ أبا عبدا االله بن علي بن مهرانالفقيه الشافعي،‏ وكان من العلماء العاملين،‏ والزاهدين في الدنيا،‏ المنقطعين عنها،‏ وله.الكرامات الظاهرة.‏ ذكرواعنه أنه غلب عنهم في زاويته يومه ذلك ثم خرج عليهم وهو مُسْتَبشر مسرور،‏ عنده من الارتياح ما لم يروه أبدا ً.‏فلما قعد معهم قال:‏ حدثني بعض إخواننا أن أتابك زنكي فتح مدينة الرها،‏ وأنة شهد معه فتحها يومنا هذا.‏ ثم قالما يضرك يا زنكي ما فعلت بعد اليوم؛ يرُدد هذا القول مرارا ً؛ فضبطوا ذلك اليوم فكان يوم الفتح.‏ ثم إن نفرا منالأجناد حضروا عند هذا الشيخ وقالوا له:‏ منذ رأيناك على سور تكبر أيقنا بالفتح؛ وهو ينكر حضوره،‏ وهميقسمون أهنم رأوه عيانا.‏ قال:‏ وحكى لي بعض العلماء بالأخبار والأنساب،‏ وهو أعلم من رأيت هبا،‏ قال:‏ كانملك جزيرة،‏ صقلية من الفرنج لما فتحت الرها،‏ وكان هبا بعض الصالحين من المغاربة المسلمين،‏ وكان الملك فييحضره ويكرمه،‏ ويرجع إلى قوله،‏ ويقدمه على من عنده من الرهبان والقسيسين.‏ فلما كان الوقت الذي فتحت فيهالرها سير هذا ملك الفرنج جيشا في البحر إلى أفريقية فنهبوا وأغاروا وأسروا،‏ وجاءت الأخبار إلى الملك وهوجالس وعنده هذا العالم المغربي وقد نعس وهو شبيه النائم.‏فأيقظه الملك وقال:‏ يافقيه:‏ قد فعل أصحابا بالمسلمينكيت وكيت؛ أين كان محمد عن نصرهم:‏ فقال له:‏ كان قد حضر فتح الرها.‏ فتضاحك من عنده من الفرنج؛ فقاللهم الملك:‏ لا تضحكوا فوا االله ما قال عن غير علم.‏ واشتد هذا على الملك؛ فلم يمض غير قليل حتى أتاهم الخبربفتحها على المسلمين،‏ فأنساهم شدة هذا الوهن رخاء ذلك الخبر،‏ لعلو منزلة الرها عند النصرانية.‏ قال:‏ وحكى لي

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!