13.07.2015 Views

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

ﻛﺘﺎﺏ : ﺍﻟﺮﻭﺿﺘﲔ ﰲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

وخيلنا وبغالنا وجمالنا؛ وأقمنا بقية ذلك اليوم،‏ حتى تم َّ عبور القوم.‏ثم رحلنا ونزلنا على الموصل من شرقها،‏ وخيمنا على ت ل ِّ توبة،‏ فاستعظم أهلها تلك النوبة،‏ وما خطر ببالهم أننا نعبربغير مراكب،‏ وأن َّا نأخذ عليهم ذلك الجانب.‏ فعرفوا أهنم محصورون،‏ مقهورون،‏ محسورون؛ وانقطعت عنهم السيلمن الشرق،‏ وتعذر عليهم الرقع لاتساع الخرق؛ وبسط العطاء،‏ وكشف الغطاء،‏ وتكلم في المصلحة والمصالحةالوسطاء؛ ومُد الجسر،‏ وقضى الأمر،‏ وأنعم نور الدين على أولاد أخيه،‏ ومثلوا بناديه؛ وأقر سيف الدين غاز يا ً علىقاعدة أبيه،‏ وألبسه التشريف الذي وصله من أمير المؤمنين المستضيء.‏ثم دخل قلعة الموصل وأقام هبا سبعة عشر يوما ً،‏ وجدد مناشير أهل المناصب وتوقيعات ذوي المراتب من القضاةوالنقابة وغيرهما.‏ وأمر بإسقاط جميع المكوس والضرائب،‏ وأنشأ بذلك منشور ا ً يقرأ على الناس،‏ فمنه:‏ " وقد قنعنامن كنز الأموال باليسير من الحلال؛ فس حقا ً للسحت،‏ ومحقا ً للحرام الحقيق بالمقت؛ و بعد ا ً لما يبعد من رضا الرب،‏ويقصي من محل القرب.‏ وقد استخرنا االله وتقربنا إليه،‏ وتوكلنا في جميع الأحوال عليه،‏ وتقدمنا بإسقاط كل مكسوضريبة،‏ في كل ولاية لنا بعيدة أو قريبة؛ وإزالة كل جهة مشتبهة مشوبة،‏ ومحو كل سن َّة سيئة شنيعة،‏ ونفي كلمظلمة مُظلمى فظيعة؛ وإحياء كل سنة حسنة،‏ وانتهاز كل فرصة في الخير ممكنة،‏ وإطلاق كل ما جرت العادةبأخذه من الأموال المحظورة،‏ خوفا ً من عواقبها الرديئة المحذورة،‏ فلا يبقى في جميع ولايتنا جور جائر جاريا ً،‏ ولاعمللايكون به االله راضيا ً،‏ إ يثار ا ً للثواب الآجل،‏ على الحطام العاجل.‏ وهذا حق الله قضيناه،‏ وواجب علينا أديناه،‏ بلهي سنة استنناها،‏ ومحجة واضحة بيناها،‏ وقاعدة محكمة مهدناها،‏ وفائدة مغتنمة أفدناهافصل. "قال العماد:‏ وكان بالموصل رجل صالح يعرف بعمر الملا َّ،‏ سمى بذلك لأنه كان يملأ تنانير الجص بأجرة يتقو َّت هبا،‏وكل ما عليه من قميص ورداء،‏ وكسوة وكساء،‏ قد ملكه سواه واستعاره،‏ فلا يملك ثوبه ولا إزاره.‏ وكن له شئفوهبه لأحد مريديه،‏ وهو يتجر لنفسه فيه،‏ فإذا جاءه ضيف قراه ذلك المريد.‏ وكان ذا معرفة بأحكام القرآنوالأحاديث النبوية.‏وكان العلماء والفقهاء،‏ والملوك والأمراء،‏ يزورونه في زاويته،‏ ويتبركون هبمته،‏ ويتيمن َّون ببركته.‏ وله كل سنة دعوةيحتفل هبا في أيام مولد رسول االله صلى االله عليه وسلم يحضره فيها صاحب الموصل،‏ ويحضر الشعراء وينشدون مدحرسول االله صلى االله عليه وسلم في المحفل.‏وكان نور الدين من أخص محبيه يستشيرونه في حضوره،‏ ويكاتبه في مصالح أموره.‏ وكانت بالموصل خربة واسعة فيوسط البلد أشيع عنها أنه ما شرع في عمارهتا إلا من ذهب عمره،‏ ولم يتم على مراده أمره.‏ فأشار الشيخ عمر علىنور الدين بابتياعها،‏ ورفع بنائها جامعا ً تقام فيه الجمع والجماعات؛ ففعل وأنفق في فيه أموالا ً كثيرة،‏ ووقف عليهضيعة من ضياع الموصل،‏ ورتب فيه خطيبا ً ومدرسا ً.‏ وكان قد وصل في تلك السنة و افد ا ً يكون مدرسا ً في ذلكالجامع وكتب له به منشور ا ً.‏قال:‏ وحضر مجاهد الدين قايماز صاحب إربل إلى الخدمة النورية في الموصل.‏ وكان دخولهم إياها في بحبوبة الشتاء؛فكتب العماد إلى بعض كبراء الموصل قصيدة،‏ منها:‏مايمنع الخادم من قصْده ال ْ ... خدمة غير الط ُّرْق والوحلكأنما مَوْصلكم مقطع مايهتدي فيه إلى وصل...

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!