á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
المدى الطويل. ومن المحتمل أن تتضاءل إمكانياتالهجرة الكبيرة إلى بلدان أخرى بعد أحداشسبتمبر عام 2001، إذ من المتوقع أن تفرضالولايات المتهدة وأوروبا قيودا أشد على القادمينإليها. وسينعكس النقص في إمكانيات الهجرة فيانخفاض في تحويلات العاملين في الخارج إلىالبلدان متوسطة الدخل، مما سيرهق اقتصاداتهاويوءثر سلبا على الفقر فيها علاوة على أنه قد يوءدي،إلى تخفيض الاستشمار والاستهلاك، ما لم توضعبرامج تنمية دولية ووطنية لتشجيع الاستشمار المنتجوتنشيط النمو الاقتصادي.وعانت البلدان التي ابتليت بالهروب، أوالصراعات الأهلية الطويلة، أو عدم الاستقرارالسياسي، أو الهصار والاحتلال من هزات متعددةلاستقرارها فاقمت من وضعية البطالة والفقرفيها. وتشمل هذه البلدان الجزاءر، وجيبوتي،والعراق، ولبنان، وفلسطين، والصومال، والسودان.فبالإضافة إلى التضخم المفرط والتخفيض الكبيرللعملة، أدت عوامل أخرى مشل تصدع الموءسسات،والشرذمة الاجتماعية، وتدمير الأصول المنتجة،وإغلاق الهدود والهصار، إلى إيقاع خساءر فادحةفي التنمية الاقتصادية والعمالة. وقد مرت هذهالاقتصادات بمرحلة ركود أو انهسار أدت إلىهجرة عمال الزراعة واليد العاملة الموءهلة الىالخارج، بالإضافة إلى استفهال البطالة، خاصةبين الشباب. ومع أن تحويلات العمال المهاجرين قدتكون فعالة في حماية الأسر من الفقر، فإنها تظلعرضة لتقلبات أسواق النفط والهزات الخارجيةالأخرى.وفي بعض الهالات، أدّت السياسات الهكوميةالتي كانت أكثر محاباة للقطاع الصناعي كشيفالاستخدام لرأس المال والأقل اهتماماً بالزراعة،إلى خلق تركة من عدم الاستقرار السياسيبتهفيزها هجرة كبيرة إلى المراكز الهضرية، مماحول المدن إلى بوءر للسخط حيش زاد عدد السكانوزادت بطالة الشباب والفقر بمرور الزمن.وعلى صعيد البلدان العربية ككل، تقوم عراقيلموءسسية أمام خلق فرص العمل. فأسواق العمل،مشلا، تقليدية ومجزأة وغير قادرة على أداءوظاءفها المفترضة، مما يجعل آليات تداول اليدالعاملة ضعيفة وغير فاعلة. والسبب الأساسيلاستمرار ''فشل الأسواق'' هذا هو أن مجموعة تدابير''التكيف الهيكلي'' لم تهتم حقا بالإصلاه الهيكليالذي يضمن بناء أسواق كفوءة وقادرة على المنافسة،أي الإصلاه الذي يضمن الشروط الأساسيةلتهقيق النمو الاقتصادي. ويفسر هذا ''الإغفال''الأساسي أحياناً، في حالة أسواق العمل، بالادعاء،بأن هذه الأسواق ''متصلبة'' وتكلفة اليد العاملة''مرتفعة''، وهما عاملان يهدان من قدرة أربابالعمل على تشغيل اليد العاملة.ومما لا شك فيه أن درجة ما من المرونة في سوقالعمل كافية، في الوقت نفسه، لضمان حقوق العمالوالتماسك الاجتماعي، وزيادة الكفاءة في الإنتاج.غير أن رفع درجة المرونة لن يوفر، في حد ذاتهالهل، بل قد يوءدي لنقيض المستهدف منه. ففيالظروف الراهنة للبطالة والفقر المنتشرين علىنطاق واسع، لن يوءدي انخفاض الأجور ومستهقاتالعمال وتوتر علاقات العمل إلى تقريبالاقتصادات العربية من التشغيل الكامل.إن المطلوب هو انتهاج حزمة من السياساتالمتكاملة لتقوية النمو وتوليد فرص عمل منتجةِ ومُكسبة على نطاق يكفي لتخفيض واسع في البطالةولمكافهة فاعلة للفقر. مشل هذه السياسات تتجاوزبالتأكيد إجراءات كتلك المتعلقة بإصدار قوانينعمل ترفع من درجة مرونة أسواق العمل.الأوجه اخملتلفة للبطالةكشيراً ما تعامل البطالة (نقص التشغيل) بشكلمجتزأ، يقصرها على البطالة ''السافرة'' (حيش لايجد راغب في العمل عملا على الإطلاق) وهيليست الجانب الوحيد، ولا الأهم، في قضايا نقصاستغلال القوى العاملة في البلدان الأقل نموا.كذلك تركز المعالجات التقليدية لنقص استغلالالقوى العاملة عادة على نقص التشغيل السافر(حيش يعمل المشتغل وقتا أقل من معيار ما)، وتهملأخطر مشاكل التشغيل في البلدان النامية والمتمشلةفي نقص التشغيل المستتر.ويقصد بنقص التشغيل المستتر الهالات التييعمل فيها الفرد، ولو لكل الوقت المعتاد، ولكنبإنتاجيه منخفضة، أو أنه لا يستخدم قدراته علىالوجه الأكمل، أو أنه لا يكسب ما يكفي لتلبيةاحتياجاته الأساسية وفقا لمعيار ما. ويتمخض عنالهالة الأولى إنتاجية منخفضة في مجملالاقتصاد، بينما تنجم الشانية عن ضعف الروابطبين نظامي التعليم والتشغيل، وتعكس هدرا فيالموارد. أما الهالة الشالشة فإنها تعرّف أحد أوجهالفقر. وعلى الرغم من تعقيد مفهوم نقصالتشغيل المستتر، وصعوبة قياسه، فانه لا يمكنالتقليل من أهميته في البلدان الأقل نموا.وفي منظور أعم، يعاني العاملون في البلدانالنامية من أوضاع كشيرة تنتقص من مستوى الرفاهالإنساني ومن هنا يصبه ضروريا معالجة مشكلةالبطالة في البلدان الأقل نموا على أساس نوعيةالتشغيل إضافة إلى توافر فرص العمل. فهسنعلى صعيد البلدانالعربية ككل، تقومعراقيل موءسسيةأمام خلق فرصالعمل. فأسواقالعمل، تقليديةومجزأة وغير قادرةعلى أداء وظاءفهاالمفترضة، مما يجعلآليات تداول اليدالعاملة ضعيفةوغير فاعلة.توظيف القدرات الإنسانية: استعادة النمو الاقتصادي وتخفيف حدة الفقر الإنساني 89