á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
تقديمالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعييسعدني أن أقدم هذا التقرير الذي يتناول قضاياهامة وجوانب أساسية عن التنمية الإنسانية فيالدول العربية. فقد شمل هذا التقرير الأوضاعالصهية والتعليمية والعلمية والتقنية والبيئيةوفرص العمل وإمكانات التعاون العربي، وفرصالتطوير والرقي المتاحة في مختلف هذه اجملالات.ويلقي التقرير الضوء على توفير الفرص والهوافزللأجيال القادمة من خلال إصلاه التعليم،وتشجيع البهش والتطوير وضمان شروط مناسبةللصهة والبيئة، وحفز النمو الاقتصادي، وإيجادالآليات المناسبة لتوزيع عادل للثروة، وتطويروتفعيل الهياكل الموءسسية لإدارة الاقتصاد وتنشيطالعمل الأهلي.إن العالم يعيش تطورات وتحولات كبيرة بسببالتقدم التقاني السريع الذي لم يسبق له مشيل، فيمجالات تقنيات الإنتاج والتوزيع والمعلوماتوالاتصالات. وتتزامن هذه التطورات مع مزيد منالتوجه الدولي نهو الانفتاه والتهرير والعولمةوتكامل عمليات الإنتاج عبر الدول وترابط الأسواقالمالية من جهة، ونهو الاندماج في تجمعاتاقتصادية عملاقة من جهة أخرى. وكان من نتيجةتلك التطورات أن زاد دور التقانات والمعرفة الفنيةفي تكوين القيمة المضافة للإنتاج. وما من شك فيأن محور هذه التطورات الهاءلة هو الإنسان ومدىتقدمه العلمي والهضاري، فجميع مسارات التنميةلا بد وأن تبدأ من ساحة التنمية البشرية، ومن هناكان الاهتمام بتأمين حقوق الإنسان الأساسيةوتنمية قدراته ومواهبه هو العامل الرءيس في تطورالأمم، بل أصبهت هذه العناصر هي محور الجهودالدولية في الميادين السياسية والاقتصاديةوالاجتماعية .والبلدان العربية، وإن حققت إنجازات إنماءيةاقتصادية واجتماعية كبيرة من خلال العقودالشلاثة الماضية، إلا أنها في مطلع القرن الهاديوالعشرين تواجه مشاكل اقتصادية واجتماعيةعميقة ومعقدة تمس حاضرها ومستقبلها، ومنهامعدلات الأمية المرتفعة وتدهور نوعية التعليم،وبطء البهش العلمي والتطور التقني، وضعفالقاعدة الإنتاجية والقدرة التنافسية، وتوسع رقعةالفقر وزيادة معدلات البطالة. وتفرض هذهالأوضاع على الدول العربية اتخاذ مجموعة متوازيةمن التوجهات والإصلاحات بغية تحسين نوعيةالهياة للفرد واجملتمع، من خلال إعادة النظر فيمضمون وغايات التعليم والبهش العلمي، وتطويرهياكل وكوادر الموءسسات: وتحقيق التهسين الكميوالنوعي في الإنتاج والخدمات، وتعميق مستوياتالعمل المشترك والتكامل فيما بين الدول العربية. ولايقصد بنوعية الهياة الجانب المادي منها فقط،فعناصر مشل الهرية والعدالة والمشاركة أضهتجزءً لا يتجزأ من شروط الهياة اللاءقة للإنسان.ولهذه الاعتبارات فقد أولى الصندوق العربيللإنماء الاقتصادي والاجتماعي الاهتمام الداءملأولويات الدول العربية الإنماءية، وساهم في تمويلمشاريع وبرامج التنمية الاجتماعية. وقد شملتتلك المساهمات مشاريع التنمية الريفية والتسليفالإنماءي، وشبكات الهماية الاجتماعية لمكافهةالفقر والبطالة، وبرامج التدريب والدعم الموءسسي.واستهدفت تلك الجهود تعميق البعد الاجتماعيللتنمية، ورفد جهود الدول العربية في تحقيقالعدالة وتأمين الهياة اللاءقة للمواطنين وبخاصةفي الأرياف والمناطق الفقيرة والناءية.أن وقفة مع النفس تعد ضرورية لتقييم أوضاعالتنمية البشرية القاءمة ووساءل تطويرها، بهدفتعزيز كرامة وحقوق الإنسان في الدول العربيةوتحقيق الرقي والرفاه للمجتمع العربي، ولن يتهققذلك بدون إنسان حر ومتعلم ومشقف ومعترف بدورهفي صنع المستقبل، ويتطلب ذلك أيضا خلق البيئةالمناسبة لهذه التوجهات حتى توءتي ثمارها.إن الصندوق العربي للإنماء الاقتصاديوالاجتماعي وبرنامج الأمم المتهدة الإنماءييبتغيان من هذا الجهد المتواضع المساهمة فيالوقوف بشقة على أهم أوضاع الإنسان العربي ومايعتريها من مشاكل و أوجه نقص. وتمهيص تلكالأوضاع ومسبباتها بما يفيد في إثراء المعرفة وإلقاءمزيد من الضوء على وساءل النهوض بهذا الإنسانومقومات حياته ولتعزيز مستقبله ومكانته فيالعالم. ونهن على ثقة من أن الدول العربية تمتلكمن المقومات والمعطيات اللازمة والكافية لبلوغ تلكالغايات إن صممت ووضعت البرامج المناسبةوالجادة وتابعت تنفيذها، والله الموفق .عبد اللطيف يوسف الهمدالمدير العام / رءيس مجلس الإدارةالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعيIII