á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
á«Hô©dG - Arab Human Development Reports
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ثمة حاجة كبيرةلتوسيع مجالاتالتعاون العربيلإقامة ما يمكنتسميته 'منطقةمواطَ نة عربية'.العربية على تنسيق سياساتها ومواقفها في إطارالمفاوضات القادمة لمنظمة التجارة العالمية، لزيادةقدرتها التفاوضية، وبخاصة في مجال النسيجوالزراعة والبتروكيماويات والملكية الفكرية.ويرتبط مع هذه المتغيرات أيضاً تحولات عالميةأخرى بالغة الأهمية تنجم عن ظهور الإقليميةكظاهرة ذات وزن فاعل على الصعيد العالمي، لهاانعكاساتها الكبيرة على تكوين التكتلات العملاقةعلى أسس جديدة، ولها أيضاً موءسساتها وهيئاتهاالتي تحتل مراكز متقدمة على السلطات الوطنيةللدول الأعضاء. ومما لا شك فيه أنه من الصعبعلى الكيانات الصغيرة كالدول العربية التعامل معهذه المستجدات والتهديات ومع التكتلات الدوليةالعملاقة التي تجمع في عضويتها أهم الدولالمتقدمة اقتصادياً.إن التصدي لهذه المستجدات، يستوجب منالدول العربية أن تسعى سعياً جاداً نهو تعزيزالتعاون فيما بينها على كل الأصعدة الاقتصاديةوالاجتماعية والإنسانية، وربط المصاله الذاتية لكلدولة بالمصلهة العربية الكلية، لأن ما تواجهه منتحديات يتجاوز قدرة أي بلد عربي منفرداً. ومنحسن الطالع أنه يتوافر للدول العربية كافةالمقومات، والبنى الأساسية والموءسسية اللازمةلتهقيق تطلعاتها المستقبلية في التعاون العربي، ممايمكنها من الانطلاق كمجموعة واحدة تتشابك فيهاالمصاله والمنافع المتبادلة، شريطة توفير التمويلاللازم لعملها المشترك، والالتزام بتنفيذ ما يتخذفي مجاله من قرارات وتعزيز هياكل وآلياتومنظمات العمل العربي المشترك واتخاذ الخطواتاللازمة للارتقاء بأساليب عملها وأداءها.ويضاف إلى هذه التهديات الخارجية تحدياتأخرى داخلية قاسية وخطيرة، تمس كيان الدولالعربية، وتطورها الاقتصادي والاجتماعي فيالمستقبل. ومن أهم التهديات الداخلية، مع مطلعالقرن الهادي والعشرين، توسع رقعة الفقر وارتفاعنسبة البطالة وتزايد الضغط على البيئة. وتزيد منخطورة تلك التهديات ضعف القاعدة الإنتاجيةللإقتصادات العربية، وتدهور الأنظمة التربويةوالتعليمية، وتدهور الموارد الطبيعية وبصفة خاصةالمياه والتربة وهو ما يفرض على الدول العربيةإدخال تطوير أساسي على نظم وموءسسات التعليموالتدريب والبهش والتطوير، ويضع الدول العربيةفي تحد هاءل لتهقيق تحسن كبير في أداء وإدارةاقتصاداتها بسبب احتدام المنافسة، وإعادة النظرفي مضمون وغايات التعليم والبهش العلميوالتطوير وهياكل الموءسسات التربوية والتعليميةوالبهشية.وسوف يكون مستقبل الدول العربية منوطاًبشكل حاسم بتجاوب حكوماتها ورجال أعمالهاومستشمريها في خلق تحرك جماعي فاعل لمواجهةالمستجدات والتهديات العالمية، ومعالجة المشاكلالهيكلية الداخلية، والتهدي التقاني، وحمايةالاقتصادات واجملتمعات العربية من النتاءجالسلبية لاستهقاقات الانفتاه الاقتصادي،وتمكينها من اندماجها كمجموعة واحدة لجنيالمكاسب والمنافع من العولمة.وهذا يعني أن ثمة حاجة كبيرة، سياسيةواجتماعية واقتصادية، لتهقيق التعاون العربي فيالسنوات القادمة، يقوم على أطر للتفاهم والتعاضدوالتنسيق واستراتيجية واضهة تمكن كل شراءهاجملتمع من العمل فعلياً كشركاء، مع ضرورة توسيعمجالات التعاون العربي بهيش يشمل إلى جانبتحرير التجارة وزيادة التبادل التجاري التي تنصعليها أهداف منطقة التجارة الهرة العربيةالكبرى، أمور حيوية أخرى كبناء القدراتالإنسانية، والتقانية والإنتاجية في كل الدولالعربية، وإقامة ما يمكن تسميته منطقة مواطنةعربية، تكفل حرية انتقال عناصر الإنتاج، بما فيهاالأيدي العاملة، وروءوس الأموال، والسلع والخدمات،وهذا يستلزم بطبيعة الهال إنشاء بنية موءسسيةكفيلة بتهقيق كل هذه الأهداف بما يضمن تحقيقالمشاركة الشعبية الفاعلة في تعظيم عاءد التعاونالعربي على التنمية الإنسانية في كل الدول العربية.إن التنمية، بدون إنسان حر سليم ومتعلم ومشقف لامعنى لها، فهو مضمون التنمية وهدفها. إن حريةالإنسان العربي وكرامته تقتضي وضع برامجمشتركة للرعاية الصهية وبخاصة في الدولالعربية الأقل نمواً، ووضع خطط وبرامج تهدف إلىالقضاء على الأمية وتحسين مستوى التعليموالتدريب، وبخاصة تعليم الإناش، والنهوضبالمناطق الريفية صهياً وتعليمياً. إن هذه البرامجسواء قطرية أو قومية يتعين إعطاوءها الأولوية فيالعمل العربي المشترك، إذ أنها تمشل الإعترافالعملي بقيمة الأنسان وأهميته في صنع المستقبل. إنالتعاون في تمويل وتنفيذ مشل هذه البرامج لهوالأساس الصهيه لباقي صنوف التعاون.تقرير التنمية الانسانية العربية2002126