Journal of Taibah University the first issue
Journal of Taibah University the first issue
Journal of Taibah University the first issue
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
٩٢<br />
محمد بن عبداالله الحياني<br />
.٨<br />
.٩<br />
ولأن ذلك المعنى الذي امتاز به الإنسان عن شأن الحيوانات هو النطق، وإنما<br />
يدركه السمع، فمتعلق السمع النطق الذي يشرف به الإنسان، ومتعلق الإبصار<br />
إدراك الألوان والأشكال، وذلك أمر يشترك فيه الناس وسائر الحيوانات، فوجب<br />
أن يكون السمع أفضل من البصر.<br />
ولأن سائر الأنبياء - صلوات االله و سلامه على نبينا وعليهم أجمعين لم<br />
تعرف نبوتهم ورسالتهم برؤية ذواتهم، وإنما حصل ذلك بسماع أقوالهم المشتملة<br />
على ما أتوه وأرسلوا به من التكليفات، فوجب أن يكون المسموع أفضل من<br />
المرئي، وحينئذ فيلزم أفضلية السمع على البصر.<br />
-<br />
-<br />
-<br />
١٠.ولأن إدراك كلام االله عز وجل يكون بالسمع في الدنيا دون رؤيته بالبصر،<br />
وذلك دليل على أفضليته؛ لأنه تأهل في الدنيا لهذه الخصوصية العظمى، ولم<br />
يتأهل لها البصر، وكل ما سبق عليه أكثر الفقهاء اه بتصرف يسير فما تقدم<br />
من أفضلية السمع على البصر يؤكد دوره وتقديمه في الرتبة و الترتيب و<br />
الأهمية على البصر و إمكانية استقلاله في بلوغ المراد دون البصر.<br />
المطلب الثاني: حكم رواية الأعمى إجمالا ً<br />
.<br />
(1)<br />
-<br />
اتفق المحدثون و الفقهاء و الأصوليون على جواز رواية الضرير في الجملة؛<br />
((إذا ضبط الصوت)) وقد استدل جمهور المحدثين زيادة على ما تقدم من إمكانية الاكتفاء<br />
بالسمع في الفهم و الحفظ و الضبط بما يلي:<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
جواز صحة السماع من وراء حجاب، بدليل أن أمهات المؤمنين رضي االله<br />
عنهن كن يحدثن الصحابة و التابعين من وراء حجاب، مع وجوب احتجاب<br />
شخوصهن، وقاسوا سماع الأعمى على ذلك؛ لأن عدم المشاهدة حجاب أو عمى<br />
في ذلك سواء.<br />
و احتجوا لذلك الاعتماد على الصوت دون الرؤية بما يلي:<br />
(2)<br />
ما أخرجه البخاري في كتاب الأذان باب أذان الأعمى إذا كان له من<br />
يخبره، من حديث عبد االله بن عمر رضي االله عنهما أن رسول االله صلى<br />
االله عليه وسلم قال: إن بلالا ً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم<br />
(1)الفتاوى الحديثية ص<br />
(2)فتح الباري<br />
.٧٨<br />
.٩٩/٢