Journal of Taibah University the first issue

"
٦١ الإرشاد التربوي في الجامعات ودوره في تلبية متطلبات التنمية من القوى البشرية الوطنية
الإرشاد الطلابي في رفع مستوى الطلاب في التعليم العام بما يؤهلهم للالتحاق بالتعليم
العالي أو بسوق العمل إرشاد الطلاب في التعليم العام بالتخصصات التي تخدم احتياجات
سوق العمل " ‏(وزارة التعليم العالي،‏
.( ١٤١٨
ويرجِع خبراء التنمية السبب في عدم تحقيق استثمار القوى البشرية آثارها
التنموية إلى قصور الخدمات الإرشادية في إرشاد الطلاب إلى التخصصات الملبية
لحاجات التنمية،‏ ويؤكدون بأن من أهم الطرق التي يمكن أن تساعد التربية في المساهمة
بشكل كبير في تنمية القوى البشرية لتكون حسب احتياجات التنمية الاهتمام بخدمات
الإرشاد التربوي ‏(عبدالشافي،‏
.(١٩٩٥،٨٩
وانطلاقا ً من أن تربية المتعلم تعتمد على التعرف على طبيعة تكوينه وخصائص
مراحل نموه وبيئته والمجتمع المحيط به،‏ وأنه من أجل إرشاد الطالب في هذه المرحلة
الجامعية ‏(المراهقة المتأخرة والرشد المبكر)،‏ لابد من التعرف على خصائص وحاجات
ومطالب نموه النفسية والعقلية والاجتماعية والجسمية،‏ وذلك لتحقيق النمو الشامل
المتوازن في شخصيته،حيث إن من أسباب المشكلات عند الشباب عدم تلبية حاجات
ومطالب النمو لديهم،‏ فلقد تقف قدراتهم واستعداداتهم حائلا ً بينهم وبين تحقيق هذه المطالب
والحاجات،‏ كما يمكن أن تكون الأسرة والمجتمع والبيئة المحيطة بهم غير مساعدة على
تحقيق ما يريدونه.‏
من هنا تتضح أهمية وقوف المرشد على خصائص نمو هذه المرحلة العمرية ؛
ليستطيع مساعدة طلابه في الكشف عن قدراتهم ومهاراتهم ؛ لمواجهة المشكلات
والصعوبات التي تعترض مسار توافقهم مع التوقعات الاجتماعية من أجل أن يكونوا أكثر
توازنا ً وتوافقا ً مع أنفسهم ومجتمعهم.‏
وتعد مرحلة الرشد المبكر المرحلة العمرية لمرحلة الدراسة الجامعية ؛ ولأنه
ليس موضوع بحثي خصائص النمو في هذه المرحلة لأتحدث بالتفصيل عنها،‏ ولكن لصلة
الموضوع سأذكر باختصار ما بينه فؤاد أبو حطب (١٩٩٩، ٢٨٧-٣٤٧) في مؤلفه ‏(نمو
الإنسان من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين)،‏ فقد ذكر أن من أهم خصائص النمو في
هذه المرحلة ما يلي:‏
الشعور بالقلق إزاء المستقبل الدراسي والمهني،‏ حيث يظهر على الشاب في هذه
المرحلة الخوف من المستقبل الدراسي والحصول على قبول في التخصص الذي
يرغب فيه ؛ ليحصل على وظيفة مناسبة بعد تخرجه.‏
.١