17.11.2014 Views

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

١٨٤<br />

محمد عبدالقادر هنادي<br />

.<br />

(١)<br />

والشاهد فيه قوله:‏ ‏"وأضرب...‏ القوانسا"،‏ حيث نصب ‏"القوانسا"‏ بفعل محذوف دل<br />

عليه اسم التفضيل ‏"أَضرب‏"،‏ وهذا التأويل الذي ذكره النحويون في إعراب قوله تعالى:‏<br />

• <br />

، أي:‏ االله أعلم يعلم حيث ُ يجعل رسالته،‏ أو في الشاهد<br />

الشعري على تقدير:‏ وأضرب يضرب القوانسا فيه تكلف ٌ واضح،‏ وتمحل ظاهر،‏ والأولى<br />

منه أن نجعل ‏"حيث"‏ في الآية الكريمة محمولا ً على الظرفية المجازية،‏ وأن يضمن ‏"أعلم"‏<br />

معنى ما يتعدى إلى الظرف،‏ ولقد أحسن أبو حيان - رحمه االله تعالى - عندما اختار هذا<br />

التوجيه بقوله لدى حديثه عن الآية السابقة ورده على بعض النحاة:‏ ‏"قالوا:‏ ‏"حيث ُ"‏ لا يمكن<br />

إقرارها على الظرفية هنا،‏ قال الحوفي:‏ لأنه تعالى لا يكون في مكانٍ‏ أعلم منه في مكان،‏<br />

فإذا لم تكن ظرفا ً كانت مفعولا ً على السعة،‏ والمفعول على السعة لا يعمل فيه ‏"أعلم"،‏ لأنه<br />

لا يعمل في المفعولات،‏ فيكون العاملُ‏ فيه فعلا ً دل عليه ‏"أعلم"،‏ وقال أبو البقاء:‏ ‏"والتقدير:‏<br />

يعلم موضع رسالاته وليس ظرف ًا...‏ وقال التبريزي:‏ ‏"حيث ُ"‏ هنا اسم لا ظرف انتصب<br />

انتصاب المفعول...‏ وما قالوه من أنه مفعول به على السعة أو مفعول به على غير السعة<br />

تأباه قواعد النحو،‏ لأن النحاة نصوا على أن ‏"حيث ُ"‏ من الظروف التي لا تتصرف...‏ وإذا<br />

كان الأمر كذلك امتنع نصب ‏"حيث ُ"‏ على المفعول به لا على السعة ولا على غيرها،‏<br />

والذي يظهر لي إقرار ‏"حيث ُ"‏ على الظرفية المجازية على أن تضمن ‏"أعلم"‏ معنى ما<br />

يتعدى إلى الظرف،‏ فيكون التقدير:‏ االله أنفذ ُ علما ً حيث يجعل رسالاته،‏ أي هو نافذ ُ العلم<br />

في الموضع الذي يجعل فيه رسالته"‏<br />

كذلك يجوز أن نجرد معنى<br />

‏"أَف ْعل"‏ التفضيل من معناه في الآيتين الكريمتين،‏ ففي<br />

قول ه تع الى:‏ • <br />

يجعلُ‏ رسالته،‏ وفي قوله تعلى:‏ حيث ُ أي:‏ عليم ، <br />

• <br />

، أي:‏ هو عليم من يضل عن سبيله،‏ وعلى هذا التقدير يجوز<br />

أن يكون ‏"أَعل َم‏"‏ في الآيتين الكريمتين عاملا ً لأنه صفة مشبهة،‏ وقد قال بهذا الرأي بعض<br />

<br />

النحاة كما ذكر هذا ابن مالك،وبهذا التوجيه نتخلص من التكلف و التمحل في إعراب<br />

الآيتين وتأويلهما وأمثالهما من الشواهد الشعرية.‏<br />

الخاتمة<br />

(1<br />

الحديد،‏ ويريد بالحي المصبح أعداءه الذين صبحهم بالإغارة،‏ ووصفهم بحسن الكر<br />

والفر،‏ وأن قومه هم أضرب الناس بالسيوف،‏ وبهذه الشهادة في أعدائه سميت القصيدة بالمنصفة.‏<br />

البحر المحيط:‏<br />

.٢١٦/٤

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!