Journal of Taibah University the first issue
Journal of Taibah University the first issue
Journal of Taibah University the first issue
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
١٤٢<br />
سائد محمد يحيى بكداش<br />
*<br />
*<br />
هذا، مع ملاحظة أن القائلين بصحة الصلاة أمام الإمام أئمة فقهاء مجتهدون،<br />
لا يقل ّون في إمامتهم واجتهادهم عن القائلين بعدم صحتها، وعلى رأسهم إمام دار الهجرة<br />
رحمهم االله ورضي عنهم أجمعين.<br />
وهكذا بعد كل ما تقدم، يبقى الصدر منشرحا ً للتأكيد على ما كان عليه رسول<br />
االله،، من تقدم الإمام على المأمومين، وهو الذي جرى عليه العمل في كل الأزمنة<br />
والأمكنة،، فهذا هو الأصل.<br />
ولكن هل هذا الأصل، وهو ترك التقدم على الإمام فرض أم سنة مؤكدة؟<br />
والذي يظهر أنه لا يوجد في الأدلة ما يقطع بجعله فرضا ً وشرط َ صحةٍ لصلاة<br />
الجماعة.<br />
ومع هذا، فالمسلم الناصح يحرص كل َّ الحرص على أداء الصلاة على الصفة<br />
التي كان عليها رسول االله،، من عدم تقدم المأموم على الإمام، ولا شك أن هذا هو<br />
الأحوط لدينه، وفيه خروج من الخلاف الذي استحبه الفقهاء رضي االله عنهم.<br />
وهكذا، فالخلاف بين العلماء رحمة، والأمر فيه سعة، وبخاصة في حالات<br />
الضيق والحرج والشدة، وكثرة الزحام، فلا نحجر واسعا ً، ولا نضيق على الناس بالإفتاء<br />
بعدم صحة الصلاة أمام الإمام، فالأمر إذا ضاق ات َّسع، والمشقة ت َجلب التيسير، ويمكن<br />
الإفتاء بقول الأئمة القائلين بصحة الصلاة أمام الإمام، بل لا حرج في تقليد إمامٍ واحد فقيهٍ<br />
مجتهدٍ معت َبر، فكيف وقد قال بهذا القول عدد من الأئمة الفقهاء المجتهدين.<br />
الله.<br />
هذا، وصلى االله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسل ّم تسليما ً كثيرا ً، والحمد<br />
المصادر<br />
أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين، محمد عوامة، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط٢/<br />
.١٤١٨<br />
أسنى المطالب شرح روض الطالب، زكريا بن محمد الأنصاري، ت٩٢٦، المكتبة<br />
الإسلامية، بيروت، صورة عن الطبعة الميمنية.<br />
الإشراف على نكت مسائل الخلاف، للقاضي عبد الوهاب بن علي البغدادي المالكي،<br />
ت٤٢٢، تحقيق الحبيب بن طاهر، دار ابن حزم، بيروت، ط١/<br />
أصول الفقه، لأبي زهرة محمد بن أحمد، ت١٣٩٤.<br />
.١٤٢٠