17.11.2014 Views

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

٩٧ حكم رواية الأعمى عند المحدثين<br />

ولكن لما كان الضرير مظنة سوء الحفظ،‏ وضعف الضبط لا فتقاده عاملا ً<br />

مساعدا ً على الحفظ و الضبط،‏ وربما يختلف فيه حاله أيضا ً بسبب العمى القديم أو<br />

الحادث؛ صدر حكم المحدثين على روايته حسب أحواله الآتية:‏<br />

-<br />

-<br />

فإما أن يكون حافظا ً ضابطا ً يقظا ً وذلك لتجاوزه الشعور السلبي الناتج عن<br />

ضره؛ وبأخذه بأسباب الحفظ والضبط بهمة عالية؛ ويتوقع ذلك ممن ابتلي بالعمى<br />

قديما ً،‏ لأنه مع الزمن يتغلب على شعوره السلبي،‏ ويمارس نشاطه العلمي<br />

باعتماده على السماع باهتمام مناسب.‏<br />

وإما أن يسؤ حفظه ويضعف ضبطه بسبب ضعف ذاكرته وهمته،‏ أو بسبب تعثره<br />

في بؤرة الشعور السلبي،‏ وركونه إلى الواقع،‏ و الرضا بما تيسر من دون<br />

مضاعفته الهمة و الجهد،‏ سواء كان ذلك بسبب العمى أو من دونه،‏ وما كان من<br />

ذلك بسبب العمى فغالبا ً ما يكون ممن ابتلى بالعمى الحادث؛ لأنه يضيق به الزمن<br />

عن تجاوز الشعور السلبي و التفاعل مع واقعه،‏ غير أنه استطاع ضبط كتابه بيد<br />

ثقة مؤتمن،‏ وصانه عمن منه العبث محتمل،‏ فاعتمد في الرواية على كتابه<br />

فحسب.‏<br />

وإما أن يكون ممن تغير حفظه بعد العمى الحادث،‏ وكان قبله ضابطا ً لحفظه<br />

ولكتابه،‏ فإما أن يتميز حديثه ما قبل العمى عما بعده حينئذ،‏ أو قد لا يتميز.‏<br />

.١<br />

.٢<br />

.٣<br />

أما صاحب الحالة الأولى:‏<br />

فإنه لا خلاف في قبول روايته مطلقا ً،‏ لأن شروط صحة الرواية توفرت فيه،‏ وما<br />

سبق من اتفاق الجمهور من محدثين وفقهاء وأصوليين على جواز روايته إنما هو لإتقانه<br />

صوت المتكلم من جهة،‏ وحفظه لكلامه من جهة أخرى.‏ و الشرط الثاني مفهوم من<br />

الشرط الأول؛ وهو تيقن الصوت؛ وإلا فلو عرف المتكلم يقينا ً من صوته ولم يحفظ كلامه<br />

فماذا يروي عنه إذن ؟ وبماذا يشهد عليه ؟ وما الفائدة عندئذ ؟<br />

أما صاحب الحالة الثانية:‏<br />

-<br />

-<br />

فإنه من المتفق عليه كما تقدم من شروط الراوي بصيرا ً وضريرا ً قوة<br />

الضبط بنوعيه:‏ ضبط الصدر وضبط الكتاب،‏ والحكم فيمن ساء حفظه يتوقف على جواز<br />

الرواية عنه من كتابه فحسب إذا ضبط كتابه بالشروط المتقدمة في موضعها؛ ليتم<br />

الاطمئنان و الثقة بالاتصال بين صاحب الكتاب وبين شيخه،‏ و المطابقة الكاملة بين كتابه<br />

وكتاب شيخه.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!