17.11.2014 Views

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

*<br />

*<br />

*<br />

١٤١ حكم صلاة المأموم أمام الإمام<br />

ويندرج تحت هذا القول قول من قال بصحتها لكن مع الكراهة التنزيهية بدون<br />

عذر،‏ وبدونها مع العذر والضرورة،‏ كزحمة وضيق مكان،‏ وبهذا قال المالكية.‏<br />

ويلحظ بعد ذكر أقوال الأئمة الفقهاء في هذه المسألة،‏ وعرض أدلة كلٍّ‏ منها،‏<br />

وبسط المناقشات التي وجهت نحوها،‏ يلحظ الناظر في ذلك كله أن الذي كان عليه رسول<br />

االله،،‏ وواظب عليه هو تقدم الإمام على المأمومين،‏ وهو الذي جرى عليه العمل من عهده،‏<br />

إلى يومنا هذا،‏ وهذا مما لا يختلف فيه اثنان.‏<br />

كما يظهر للمتأمل في أدلة القول الأول،‏ القائل باشتراط تقدم الإمام على<br />

المأمومين،‏ وأنه لا تصح الصلاة أمام الإمام،‏ يظهر له أن الأدلة كلها تؤكد أن من صفة صلاة<br />

رسول االله،‏ وفِعله عدم تقدم المأموم على الإمام،‏ ولكن ليس فيها دليلٌ‏ قطعي صريح يدل على<br />

اشتراط عدم التقدم على الإمام،‏ كما أنه ليس فيها أمر بالتأخر عن الإمام،‏ ولا نهي عن التقدم<br />

عليه.‏<br />

وما ورد في حديث سمرة بن جندب من الأمر بتقدم الإمام على المأمومين،‏<br />

فالحديث ضعيف فيه مقال،‏ ولا يصلح أن يكون دليلا ً لإثبات فرض في الصلاة أو ش َرط<br />

فيها.‏<br />

وأما ما ذ ُكر من صفة صلاة النبي،‏ وفعله من تقدم الإمام على المأمومين،‏ فهذا لا<br />

ينكره أحد،‏ ولكن ليس كل ما ذ ُكر فيها فرض،‏ حيث ضمت صفة صلاة النبي،‏ الفرائض<br />

والواجبات والسنن والمستحبات،‏ وليس في أدلة القول الأول ما يصلح للدلالة على فرضية<br />

عدم التقدم على الإمام،‏ واشتراط ذلك،‏ كما سبق بيانه في مناقشة أدلتهم.‏<br />

وفي الوقت نفسه،‏ لا تجد للقول الثاني القائل بصحة الصلاة أمام الإمام دليلا ً<br />

قطعيا ً صريحا ً على قولهم بسنية ترك التقدم على الإمام.‏<br />

ورد‏.‏<br />

هذا مع الإشارة إلى أنه لم ت َخ ْلُ‏ أدلة كل من الطرفين من مناقشات،‏ ولم تسلم من أخذ<br />

*<br />

كما يتراءى للناظر في هذه المسألة وأدلتها أن من أسباب اختلاف رأي الإمام<br />

الشافعي في المسألة،‏ وقوله أولا ً بصحة الصلاة أمام الإمام،‏ ثم استقراره في القول الجديد<br />

على عدم صحتها،‏ وكذلك الحال عند الحنابلة،‏ فلعل من أسباب ذلك تأرجح الأدلة بين<br />

القولين،‏ وأن باب الاجتهاد فيها واسع،‏ إذ ليس فيها نص قاطع يستطاع من خلاله الجزم<br />

بصحة الصلاة أمام الإمام،‏ أو عدم صحتها.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!