17.11.2014 Views

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

Journal of Taibah University the first issue

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

١١٩ حكم صلاة المأموم أمام الإمام<br />

الأمكنة خلف الإمام،‏ مع وجود ساحاتٍ‏ واسعة في بعض المساجد أمام الإمام،‏ يمكنهم أن<br />

يصلوا فيها مقتدين به،‏ وهم في سعة وراحة.‏<br />

بل قد تمر بفريقٍ‏ من المصلين أوقات ُ زحام،‏ وحالات ُ ضيق،‏ إن لم يصل ّوا فيها أمام<br />

الإمام،‏ فستفوتهم الجمعة أو الجماعة،‏ لعدم تمك ّنهم من الصلاة خلفه.‏<br />

وهكذا،‏ فما هو حكم صلاة من صلى أمام الإمام<br />

على متابعة الصلاة معه،‏ والاقتداء به؟<br />

– مطلقا ً أو لعذر<br />

– وهو قادر<br />

*<br />

وإنني حين رأيت ُ حالَ‏ المصلين في كثيرٍ‏ من المساجد ما ذكرت،‏ بدا لي أن<br />

أتناول هذه المسألة ببحثٍ‏ فقهي خاص،‏ أُبين فيه آراء الأئمة الفقهاء رضي االله عنهم فيها،‏<br />

مع ذِك ْرِ‏ أدلة كل قولٍ‏ منها،‏ وما قيل فيها مِن مناقشات وأَخ ْذٍ‏ ورد‏.‏<br />

وقد اختلفت أقوالهم فيها،‏ فمن مانعٍ‏ للصلاة أمام الإمام مطلقا ً،‏ ومن مجيزٍ‏ لها<br />

مطلقا ً،‏ و ب ع ض آخر يرون جوازها مع الكراهة من دون عذر،‏ ومن بدون كراهة مع<br />

العذر،‏ وفريق رابع يرون جوازها عند الضرورة.‏<br />

وبهذا يقف قارئ هذا البحث على مثالٍ‏ لطيف لسعة الفقه الإسلامي،‏ وعلى أنموذج<br />

حي من اختلاف الفقهاء رضي االله عنهم،‏ ويرى كيف اختلفت أنظارهم في وجوه الاستدلال،‏<br />

ويطلع على دقة مناقشاتهم لبعضهم البعض،‏ وما ذ ُكر من أخذٍ‏ ورد حول ذلك كله.‏<br />

وأيضا ً فإن الناظر في هذه الدراسة الموسعة قد ينشرح صدره لقولٍ‏ معين من<br />

الأقوال المذكورة فيها،‏ وذلك من خلال قناعته بما سط ّروه من أدلة ومناقشات،‏ أو يميلُ‏<br />

قلبه لتقليد قولٍ‏ منها،‏ فيعتمده في خاصة نفسه،‏ ويوجه إليه من جعلهم االله تحت رعايته<br />

العلمية،‏ أو يختار للفتيا الأصلح منها،‏ بحسب اختلاف حال المستفتين.‏<br />

وفي الوقت ن َف ْسِه يسعى هذا البحث ُ لكي نزداد جميعا ً سعة َ صدرٍ‏ نحو اختلاف<br />

الفقهاء،‏ فتسع نفوسنا اختلاف َهم،‏ كما وسِع ذلك السلف رضي االله عنهم،‏ وتطمئن قلوبنا أن<br />

اختلافهم رحمة ٌ وسعة،‏ وبخاصة حال المضائق والشدائد.‏<br />

وقد سميت هذا البحث:‏ ‏(حكم صلاة المأموم أمام الإمام).‏<br />

وكان منهجي في جمع مادة البحث،‏ ولم ش َملها،‏ هو الرجوع إلى المصادر<br />

الأصيلة في كل مذهب من المذاهب الأربعة،‏ وكتب الفقه المقارن،‏ وإلى ما ك َت َبه شراح<br />

الأحاديث وغيرهم،‏ مع توثيقِ‏ كل نقلٍ‏ وقول،‏ وتخريجٍ‏ للأدلة،‏ وبيانٍ‏ لدرجتها من خلال ما<br />

ذكره أهل الشأن في ذلك.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!