Journal of Taibah University the first issue

ما خالف القياس في باب " أفعل
" التفضيل
١٦٧
‏"أراد:لم أكن عجِلا ً،‏ ولم يرد:‏ أكن أكثرهم عجلة،‏ لأن قصد ذلك يستلزم ثبوت
(١)
العجلة غير الفائقة،‏ وليس غرضه إلا التمدح بنفي العجلة قليلها وكثيرها"‏
ومنه قول الشافعي:‏
تمن َّى رجالٌ‏ أَن أموت وإِن أَمت ْ
أي:‏ بوحيد.‏
(٢)
فتلك سبيلٌ‏ لست ُ فيها بِأَوحدِ‏
ومع القول بجواز تأويل التفضيل في الشواهد السابقة باسم فاعل أو صفة
مشبهة،‏ فإنه لا مانع أيضا ً من حمل تلك الشواهد على التفضيل،‏ ف ‏"أَهون‏"،‏ كما جاز أن
نؤوله بمعنى ‏"هين"،‏ جاز أن نحمله على ظاهره،‏ قال القرطبي في تفسيره بعد أن ذكر
الوجه الأول:‏ ‏"وقال مجاهد وعكرمة والضحاك:‏ إن المعنى أن الإعادة أهون عليه
على االله - من البداية،‏ أي:‏ أيسر،‏ وإن كان جميعه على االله هينا،‏ وقاله ابن عباس،‏
ووجهه أن هذا مث َلٌ‏ ضربه االله تعالى لعباده،‏ يقول:‏ إعادة الشيء على الخلائق أهون من
ابتدائه،‏ فينبغي أن يكون البعث لمن قدر على البداية عندكم وفيما بينكم أهون عليه من
الإنشاء"‏
- أي
.
(٣)
وكذلك قوله تعالى:‏
•
التفضيل،‏ قال الخضري:‏ ‏"أعلم بكم"‏
كان لا مشارك له تعالى في علمه))‏
.
(٥)
(٤)
، يجوز حمله على معنى
تفضيلٌ‏ على من يعلم بعض الوجوه مِن الناس،‏ وإن
كذلك يجوز حمل ‏"أَف ْعل"‏ التفضيل على ظاهره مما جاء في الشواهد الشعرية،‏ فأما
قول الفرزدق ‏"أَعز وأطول"،‏ فقد قال الصبان فيه:‏ ‏"قال السعد:‏ المراد
بالبيت بيت المجد والشرف،‏ وقوله:‏ أعز وأطول،‏ أي:‏ من دعائم كل بيت،‏ وعلى هذا فهما
.٦٠/٣
.١٧٦/٢
،١٦/١٤
،٤٩/٢
(1
(2
(3
(4
(5
شرح التسهيل:‏
المساعد على تسهيل الفوائد:‏
الجامع لأحكام القرآن:‏ وإليه ذهب في وجهٍ‏ من وجهي تفسير الآية الخضري
في حاشيته:‏ وابن يعيش في شرح المفصل:‏
النجم:‏
حاشية الخضري:‏ وانظر:‏ حاشية الصبان:‏
.٩٩/٦
.٥١/٢
،٤٩/٢
.٣٢