Journal of Taibah University the first issue

ما خالف القياس في باب " أفعل
" التفضيل
١٥٥
.
(١)
"
وما ذكر من أن الأسماء السابقة ‏"أَل َص‏"‏ و ‏"أَحن َك‏"‏ و ‏"آَبلُ"‏ و"‏ أَف ْلس‏"‏ قد صيغت من
الأسماء الجامدة يرده أن هناك قولا ً آخر وهو أنها بنيت من الأفعال،‏ فقد يكون ‏"أَل َص‏"‏
مأخوذا ً من الفعل ‏"ل َص‏"،‏ أي:‏ أخ َذ َ المالَ‏ خ ُف ْية ً،‏ قال ابن القطاع:‏ ‏"يقال:‏ ل َص‏:‏ إذا أخذ المال
خفية،‏ فعلى هذا لا شذوذ فيه
أما قولهم:‏ أَحن َك الشاتين،‏ فقد ذهب بعض العلماء إلى أنه مصاغ ٌ من الفعل
‏"احت َن َك"،‏ من ذلك قولهم:‏ احتنك الجراد الأرض‏:‏ أَك َلَ‏ ما عليها ، ولدى حديث ابن مالك
عن هذا المثال قال:‏ ‏"الصحيح أن ‏"أحنك"‏ من قولهم:‏ احتنك الجراد ما على الأرض،‏ أي:‏
أَك َله‏،‏ ولكنه شاذ لكونه من ‏"اف ْت َعل"‏
(٢)
.
(٣)
كذلك فإن قولهم:‏ ‏"أَف ْل َس من فلان"‏ قد يكون مبنيا ً من الفعل
(٤)
‏"أَف ْل َس"‏ ، ليس من
‏"الف َل ْس"،‏ وعلى هذا فهو مخالف للقياس من جهة كونه مبنيا ً من الفعل الثلاثي المزيد على
وزن ‏"أَف ْعلَ".‏
أما قولهم ‏"هو آَبَلُ‏ من حن َيفِ‏ الحن َاتمِ"،‏ فإن ‏"آَبَل"‏ قد يكون مبنيا ً من الفعل
الثلاثي المجرد ‏"أَبَل"،‏ فقد جاء في المعاجم اللغوية:‏ ‏"أَبل:‏ ك َن َظ َر وف َرِح أَبالة ً،‏ وأَبلا ً فهو
آَبِلٌ،‏ وأَبِلٌ:‏ حذق َ مصلحة َ الإبِلِ‏ والشاة"‏ ، بل إن ابن مالك في شرح التسهيل رجح
هذا الرأي فقال:‏ ‏"والصحيح أن ‏"آَبَل"‏ من قولهم:‏ أَبل الرجل إِبالة ً،‏ إذا درب بسياسة
الإبل،‏ والقيام عليها،‏ فلا شذوذ فيه أصلا ً"‏
في ضوء ما سبق بيانه أقول:‏
(٥)
.
(٦)
إن الأصل في ‏"أَف ْعل"‏ التفضيل أنه لا يأتي إلا من الفعل الثلاثي المجرد،‏ وما بني
من الأسماء الجامدة،‏ فإنه يحف َظ ُ ولا يق َاس عليه.‏
.١٠١/٢
(1
(2
(3
(4
(5
(6
شرح التصريح:‏
ينظر في:‏ القاموس المحيط:‏ مادة ‏"حنك"،‏ وأساس البلاغة:‏
شرح التسهيل:‏
شرح المفصل للخوارزمي:‏
القاموس المحيط:‏ مادة:‏ أَبل.‏
شرح التسهيل:‏
.٩٧
،١٢١٠
.١٢٤/٣
.٥١/٣
،١٢٣٩
.٥١/٣