Journal of Taibah University the first issue

٨٦
محمد بن عبداالله الحياني
الرواة حق علينا معرفتهم،‏ ووجوب الفحص عن الناقلة و البحث عن أحوالهم،‏ و إثبات
الذين عرفناهم بشرائط العدالة في نقل الحديث وروايته:‏ بأن يكونوا أمناء في أنفسهم،‏
علماء بدينهم،‏ أهل ورع وتقوى،‏ وحفظ للحديث،‏ و إتقان به،‏ وتثبت فيه،‏ وأن يكونوا أهل
تمييز وتحصيل،‏ لا يشوبهم كثير من الغفلات ولا تغلب عليهم الأوهام فيما حفظوه
ووعوه،‏ ولا يشبه عليهم بالأغلوطات.‏ اه
فقد ذكر شرط العدالة و الضبط في الرواية جملة ً ثم تفصيلا رحمه االله.‏
(1)
هذا وقد بوب الإمام أبو عبد االله الحاكم في كتابه معرفة علوم الحديث ذلك.‏
فقال:‏ النوع الثالث من أنواع هذا العلم معرفة صدق المحدث وإتقانه وتثبته،‏ وصحة
أصوله وما يحتمله سنه ورحلته من الأسانيد وغير ذلك،‏ من غفلته وتهاونه بنفسه وعلمه و
أصوله.‏ اه
ثم استدل لذلك بفعل الصحابة رضي االله عنهم،‏ و أقوال التابعين رحمهم االله.‏
وقال الإمام الخطيب البغدادي رحمه االله:‏
-
(2)
من ثبت فسقه،‏ وظهر كذبه،‏ فلا تصح الرواية عنه،‏ وأما من كان معروفا ً
بالصدق في حديثه و الأمانة في نفسه،‏ وله رأي يذهب إليه بدعة أو هوى فالرواية
عن غيره من أهل المذاهب القويمة و الاعتقادات السليمة أولى،‏ و إن روى عنه جاز ذلك
لشهرته بالصدق و الأمانة وحك ْم من صح اعتقاده وثبت صدقه إلا أنه قد يهم في
حديثه هذا الحكم أيضا ً
-
. اه
وقال القاضي عياض رحمه االله في معرض وصيته لطالب الحديث:‏ وليكن
أخذه الحديث عن أهل الثقة بما ينقلون والمعرفة به و الضبط له . اه بتصرف
وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه االله:‏
(3)
(4)
أجمع جماهير أئمة الحديث و الفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته:‏ أن يكون
عدلا ً ضابطا ً لما يرويه ، وتفصيله:‏ أن يكون مسلما ً،‏ بالغا ً،‏ عاقلا ً،‏ سالما ً من أسباب
الفسق و خوارم المروءة،‏ متيقظا ً غير مغفل،‏ حافظا ً إن حدث من حفظه،‏ ضابطا ً لكتابه إن
1) ص)‏ .١٤
‏(‏‎2‎‏)الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
‏(‏‎3‎‏)الإلماع من
‏(‏‎4‎‏)علوم الحديث
.٩٠/٢
.٥٨
.٩٤