12.07.2015 Views

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

DOHA 86 FINAL web

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

تشكيلي،‏ يتكفّل به ستانلي،‏ ثم يتعرّف بابن الضرير ويدعىباربر،‏ ونعرف-‏ الحقاً‏ بواسطة الصدفة مرة أخرى-‏ أن الرجلالضرير ليس سوى جدّه،‏ وأن باربر هو والده.‏ وباربر،‏بدوره،‏ لم يكن يعرف شيئاً‏ عن حياة والده،‏ وال يكتشفه إالبعد تعرُّفه إلى ستانلي في لحظة وفاة الرجل الضرير.‏وقد ظلّ‏ موضوع العزلة حاضراً‏ في أغلب أعمال أوستر،‏ولم يغب إال في روايتين اثنتين هما ‏»ليفيثان«‏ )1993( التيتمحورت حول ثيمة الصداقة،‏ و»السيد فيرتيجو«،‏ التياستعاد من خالها أجواء الميز العنصري ضدّ‏ الزنوج.‏أما رواية ‏»كتاب األوهام«‏ )2002(، فتتكوّ‏ ن من نصوصمتداخلة ومثيرة تنطلق كلها من قصة دافيد زايمر وهو أستاذجامعي منهك نتيجة وفاة زوجته هلين وابنيه إثر حادثسقوط طائرة،‏ وجاء في الرواية على لسانه:‏ ‏»قد يبدو هذاعديم القيمة،‏ لكن هذه هي المرة األولى التي أضحك فيها.‏أدركت أنني لم أصل إلى النهاية،‏ وأن شيئاً‏ يحثّني علىاالستمرار في العيش كان ما يزال في داخلي«.‏كتب أوستر هذه الرواية معتمداً‏ على الضمير المخاطب،‏ علىلسان دايفيد زايمر الذي يسرد تفاصيل حياة رجل أخر يدعىدايفيد هكتور،‏ توقَّف مسار حياته بعد رحيل أفراد عائلته،‏ويلجأا إلى الكتابة للتخلُّص من لحظة اليأس التي ألمَّت به.‏كا الرجلين غرقا في لحظات اليأس بعد فاجعة فراق أفرادالعائلة،‏ وكاهما لجأا إلى الكتابة لتجاوز المِحَ‏ ن.‏وفي رواية ‏»ليلة الوحي«‏ )2004(، وهي رواية داخلالرواية،‏ تتأرجح بين الواقع والخيال،‏ تناولَ‏ مسألة معنىالفن وتعقيدات اإلبداع الروائي،‏ وقدَّم أفكاره بخصوص فنالرواية عبر األخذ بيد القارئ في متاهة سردية،‏ إذ ينطلقالكاتب ‏»سدني أور«‏ ‏)بطل الرواية(‏ في كتابته لروايته المزمعةمن فكرة وردت في رواية بوليسية بعنوان ‏»الصقر المالطي«‏للكاتب األميركي الشهير ‏»داشيل هاميت«‏ تتحدَّث عن بطل نجامن الموت بأعجوبة،‏ فقرَّر أن يبدأ حياة جديدة ال عاقة لهابحياته السابقة.‏تحتلّ‏ الدفاتر مكانة مركزية في أعمال أوستر:‏ ‏»كوين«-‏ مثاً-‏في رواية مدينة الزجاج«‏ يدوِّ‏ ن ماحظاته في دفترٍ‏ أحمراللون.‏ أما ‏»آنا بلوم«،‏ وهي شخصية رواية ‏»في باد األشياءاألخيرة«،‏ فنجدها تكتب رسائلها في دفتر أزرق.‏ وفي رواية‏»السيد فيرتيجو«‏ )1994( يقوم والت بكتابة سيرته الذاتيةفي ثاثة عشر مجلّد مدرسي.‏ بينما يلجأ ويلي ج.‏ كريسماس،‏بطل رواية ‏»تومبوكتو«‏ إلى نقل جميع أعماله إلى مدينةبالتيمور ليسلِّمها إلى أستاذه قبل أن يموت،‏ كما نجد الدفاترفي ‏»كتاب األوهام«‏ وفي ‏»ليلة الوحي«.‏ ويُرجِ‏ ع أوستر ذلكلكونه ‏»يظن أن الدفتر عبارة عن سرداب للكلمات،‏ مكانسرّي للفكرة وللتوغّ‏ ل الذاتي«.‏ولم تختلف رواية ‏»رجل في الظام«‏ )2009( عن سابقاتها،‏فالعزلة وتقاطُ‏ ع الحكايات حضرا مرة أخرى.‏ وتبدأ الروايةبالجملة التالية:‏ ‏»وحدي في الظام،‏ أقلِّب العالمَ‏ في رأسي،‏فيما أنا أصارع نوبة أخرى من األرق،‏ وليلة بيضاء أخرىفي العراء األميركيّ‏ العظيم«.‏ يتعافى البطل الرئيسي‏»أوغوست بريل«‏ من حادث سَ‏ يْر.‏ يجافيه النوم في غرفته،‏فيحكي لنفسه قصصاً،‏ بغية االبتعاد عن األمور التي يفضِّ‏ لأن ينساها،‏ باألخص موت زوجته األخير،‏ ومقتل صديقحفيدته،‏ تايتس،‏ فيشرع في تخيُّل عالم موازٍ‏ للواقع،‏ال تكون فيه أميركا في حرب على العراق،‏ بل مع نفسها.‏ويستحضر مقولة ‏»شاتوبريان«‏ في ‏»مذكرات ما بعد القبر«:‏‏»أوقات األزمة تُحدِث ازدواج الحياة عند البشر«.‏ ولتجاوزمحنته يروي مغامرة ساحر من نيويورك،‏ يدعى ‏»بريك«،‏يفيق من نومه وهو في قاع ثقب عميق ال يسمع فيه سوىضجيج وعجيج معركة طاحنة.‏ ويخرج من هذه المعركةلِتُوكَ‏ ل إليه مهمّة خطيرة:‏ ‏»إنهاء الحرب األهلية التي تفتكبأميركا«.‏لقد لَخَّ‏ ص بول أوستر فلسفة العزلة التي شكَّلت محور أعمالهالروائية في المقولة التالية:‏ ‏»يعتقد كثير من الناس أن العزلةظاهرة سلبية،‏ أما أنا فا أنظر إليها من زاوية سلبية.‏ الحياةالحقيقة هي تلك التي نختزنها في دواخلنا.‏ صحيح أننانعيش بمفردنا،‏ لكن-‏ في الوقت نفسه-‏ لسنا سوى نتاجاآلخرين«.‏106

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!