DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
DOHA 86 FINAL web
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ما هو مُ صَ رَّح وما لم يُصَ رَّح به، هو مايغمر اللوحة باللوعة du( la passion)signifiant وباقي األشياء ال تعدو أنتكون وسائل فحسب.لوحة بلكاهية عبارة عن غرفة مفتوحةومغلقة في آنٍ واحد، وهذه الحركية فيعمله، أي من الهوية إلى الجسد ومن التراثإلى الذات ومن المقدس إلى الرغبة ومنالحِ رَ فية إلى الجمالية هي المشروع الذيكَ رّسَ له حياته الفنية.بلكاهية رسام ال يندرج ضمن نوع الفنانالقلق، وليس ثمة بعد تراجيدي في إبداعه،فدربته التقنية عفت له ما يسمى بمعاناةاإلبداع شأنه في ذلك شأن كل عناصرمجموعة 65 التي بلغ فيها مشروعهم الفنيسقفاً من البحث لم يتلوه طموح أكبر علىعكس من جايلهم من أمثال محمد القاسميومحمد شبعة اللذين لم يتوقف بحثهما الفنيإلى أن وافتهما المنية.مِ لْكٌ إنساينعبد الحي املالخ *هل كان بلكاهية مُ جدِّداً؟ نعم،بالتأكيد، لكنه ليس من قبيلة هؤالءالذين يرون أن التجديد يبدأ بهدمالتراث الذي صدروا عنه شاءوا أمأبوا ذلك. فهو مقتنع تمام االقتناعبطبيعة وأهمية تراثه العربيواألمازيغي اإلسامي والمتوسطي،الراسخ في الماضي والمتطلِّع إلىالمستقبل، العابر للشرق والغرب معالقدرة على التمييز والتحكّم أيضاً.لكنه ليس تحكّم اإلرادة، وإنما تحكّماالفتتان )الغريب والملغَّز(. الرسم هومهنة األعمى، وفي عمق عين الرسام،في تلك النقطة المسماة »عماء« تولدالصور وجميع اإليقونات التي تمنحمن هذا الجوهر األسود الاماديهذه الشاشة المليئة بالمفارقاتوالغموض وبتعبير فلسفي، آلةالحلم الغريبة هذه التي هي كلواحد منا.صالح ستيتية)كاتب، شاعر، وناقد فني(يُعد الفنان فريد بلكاهية أحد كبار الفنانين التشكيليين األفارقةوالعرب والمغاربيين، ساهم بشكل وفير في تأسيس وكتابة الفنونالتشكيلية العربية، وقَدّمَ شهادة مُ شرّفة عن الفن اإلفريقي بحكمتنقاته العديدة عبر العواصم العالمية. وإليمانه بكون الفن مرآةللمجتمعات، فقد كَ ثّفَ اشتغاله حول اليد، باعتبار اليد ذات أبعادقدسية، وتعبر عن دفائن صاحبها، وهكذا عمل بأسلوبه الخاصفي تصوير اليد الذاكرة، اليد المفكرة، اليد المبدعة، بحيث منح اليدوضعها اللّ ئق ومكانتها الحقيقية التي تعمل على خلق آثار وكتابةحضارات عميقة ومؤثرة. من ثمة، فإن تشكيل بلكاهية المهتم باليدوالكف ورمزياته اإلشارية، يتموضع في رتبة تصوفية راقية، بلهو نفسه يعتبر من كبار المتصوفة القتناعه الراسخ في جدوىالشعائر الصوفية التي ينهل منها بتفانٍ وجداني وروحي، ولذلكاعتمد في تعبيريته على مقامات نفسية وروحية عميقة، مما جعلأعماله المنبعثة من دواخله تتسلل بسهولة إلى وجداننا. لذلك، تبقىأعمال فريد بلكاهية خالدة، تعكس حضارتنا العربية اإلفريقية، كماتمثل أبهى صور العبقرية اإلفريقية.فريد بلكاهية مِلْكٌ إنساني، مِلْكٌ لإلنسانية جمعاء، ال يمكنلحضارتنا أن تتنكر لجميله اآلن. خاصة وهو مُ مَ ثَّل اليوم بمتحفجورج بومبيدو في باريس، ويعرف الجميع مدى أهمية هذا المتحففي البناء التشكيلي العالمي. ورجاؤنا أن يُفتَتَح متحف خاص بهفي مدينته مراكش، واألمل معقود على فتح وتشييد هذا المتحف.* فنان تشكيلي ورئيس النقابة المغربية للفنانين المحترفين138